تخطى إلى المحتوى الرئيسي
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
2024

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية

لقد أحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية تحولاً جذرياً في المجال الطبي، مؤثراً على مجالات مثل حفظ السجلات الطبية الإلكترونية (EMR)، وتصوير الأشعة الطبية، وتشخيصات المختبرات، ومنهجيات العلاج، وطرق اكتشاف الأدوية، وتقديم الطب الوقائي والدقيق، والتحليل الواسع للبيانات البيولوجية. وعلى الرغم من التقدم الكبير في دمج الذكاء الاصطناعي في ممارسات الرعاية الصحية، إلا أن هناك العديد من التحديات المتعلقة بالرقابة الأخلاقية لهذه التقنيات. وبعض النظر عن دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز صحة المجتمع، إلا أن هذه التكنولوجيا لا تتوفر بالتساوي في جميع المجتمعات. حيث تشكل كل من الأزمات الأخلاقية، والقضايا المتعلقة بالخصوصية وحماية البيانات، والحصول على الموافقة المستنيرة، ومعالجة الفجوات الاجتماعية، والاعتبارات المتعلقة بالاستشارات الطبية، وجوانب التعاطف والتفهم، مجموعة من التحديات والعوائق التي تواجه عملية دمج الذكاء الاصطناعي. لذا، لا بد قبل إدخال الذكاء الاصطناعي في أنظمة الرعاية الصحية، أن يحرص الممارسون والمتخصصون على إيجاد التوازن الصحيح لدى وضعهم الذكاء الاصطناعي حيز التطبيق و بين المبادئ الأربعة للأخلاقيات الطبية وهي : احترام الاستقلالية، والإحسان، وتجنب إلحاق الضرر، وتحقيق العدالة في كل جوانب الرعاية الصحية. مما لا شك أن هناك وجهات نظر أخلاقية دينية متعددة فيما يخص القضايا الأخلاقية المحيطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. وتعتبر القضية الأبرز هي غياب الشفافية في الخوارزميات، واستبدال صنع القرارات البشرية و أشكال المساءلة بالآلات والذكاء الاصطناعي هي جوانب تثير الكثير من المخاوف. حيث إن العديد من هذه الخوارزميات صممت لتقليل التكاليف، وهو ما لا يعني بالضرورة حرصها على الحفاظ على الأرواح. سيقدم هذا التقرير توصيات سياسية لتنظيم هذه العمليات وذلك لضمان أن تظل الممارسات الطبية أخلاقية وعادلة، إلى جانب تسليطه الضوء على التحديات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية،

لقد أحدث تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية تحولاً جذرياً في المجال الطبي، مؤثراً على مجالات مثل حفظ السجلات الطبية الإلكترونية (EMR)، وتصوير الأشعة الطبية، وتشخيصات المختبرات، ومنهجيات العلاج، وطرق اكتشاف الأدوية، وتقديم الطب الوقائي والدقيق، والتحليل الواسع للبيانات البيولوجية. وعلى الرغم من التقدم الكبير في دمج الذكاء الاصطناعي في ممارسات الرعاية الصحية، إلا أن هناك العديد من التحديات المتعلقة بالرقابة الأخلاقية لهذه التقنيات. وبعض النظر عن دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز صحة المجتمع، إلا أن هذه التكنولوجيا لا تتوفر بالتساوي في جميع المجتمعات. حيث تشكل كل من الأزمات الأخلاقية، والقضايا المتعلقة بالخصوصية وحماية البيانات، والحصول على الموافقة المستنيرة، ومعالجة الفجوات الاجتماعية، والاعتبارات المتعلقة بالاستشارات الطبية، وجوانب التعاطف والتفهم، مجموعة من التحديات والعوائق التي تواجه عملية دمج الذكاء الاصطناعي. لذا، لا بد قبل إدخال الذكاء الاصطناعي في أنظمة الرعاية الصحية، أن يحرص الممارسون والمتخصصون على إيجاد التوازن الصحيح لدى وضعهم الذكاء الاصطناعي حيز التطبيق و بين المبادئ الأربعة للأخلاقيات الطبية وهي : احترام الاستقلالية، والإحسان، وتجنب إلحاق الضرر، وتحقيق العدالة في كل جوانب الرعاية الصحية. مما لا شك أن هناك وجهات نظر أخلاقية دينية متعددة فيما يخص القضايا الأخلاقية المحيطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. وتعتبر القضية الأبرز هي غياب الشفافية في الخوارزميات، واستبدال صنع القرارات البشرية و أشكال المساءلة بالآلات والذكاء الاصطناعي هي جوانب تثير الكثير من المخاوف. حيث إن العديد من هذه الخوارزميات صممت لتقليل التكاليف، وهو ما لا يعني بالضرورة حرصها على الحفاظ على الأرواح. سيقدم هذا التقرير توصيات سياسية لتنظيم هذه العمليات وذلك لضمان أن تظل الممارسات الطبية أخلاقية وعادلة، إلى جانب تسليطه الضوء على التحديات الأخلاقية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية،

alt text

البروفيسور محمد غالي

“الدكتور محمد غالي أستاذ الدراسات الإسلامية وأخلاقيات الطب الحيوي بمركز التشريع الإسلامي والأخلاق (CILE)، التابع لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة في قطر. ويحمل الدكتور درجة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر في مصر، كما يحمل درجتي الماجستير والدكتوراه في نفس التخصص من جامعة لايدن في هولندا. وفي الفترة ما بين عامي 2007 و2013، كان عضوًا في هيئة التدريس بجامعة لايدن. الدكتور غالي هو المؤسس ورئيس التحرير لمجلة “”الأخلاقيات الإسلامية”” المُدرجة في قاعدة بيانات سكوبيوس التي يتم نشرها بواسطة (بريل). وفي سبتمبر 2019، تولى منصب منسق البرنامج المؤسس للماجستير في “”الأخلاقيات الإسلامية التطبيقية”” بجامعة حمد بن خليفة. كما ترأس المؤتمر الـ 17 العالمي للأخلاقيات البيولوجية (WCB)، والذي عُقد لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط. تركز اهتماماته البحثية على دراسة الأخلاقيات الإسلامية وتقاطعاتها مع العلوم الطبية الحيوية والذكاء الاصطناعي. وهو مؤلف كتاب “”الإسلام والإعاقة: نظرات في العفيدة والفقه”” (روتليدج، 2010) و””الأخلاقيات الإسلامية والاكتشافات العرضية: أخلاق الجينوم بعيداً عن الإطار العلماني”” (سبرنغر-نيتشر، 2024). كما قام بتأليف وتحرير العديد من المجلدات مثل “”وجهات نظر إسلامية حول مبادئ الأخلاقيات الطبية الحيوية”” (إمبريال كوليدج وورلد ساينتيفك، 2016) و””الأخلاقيات الإسلامية والتساؤلات حول الجينوم”” (بريل، 2019) و”” أخلاق العناية في الإسلام: الرعاية الصحية عند نهاية العمر والاحتضار والموت “” (بريل، 2022). قام الدكتور غالي بتأليف ما يزيد عن الأربعين من البحوث المُحكمة، وهو عضو في العديد من هيئات التحرير لعدة مجلات أكاديمية مرموقة. كما يترأس عدداً المشاريع البحثية الممولة، كان آخرها مشروع “”تحويل الدراسات الإسلامية في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي””. يمكن الاطلاع على منشوراته على الرابط التالي https://cilecenter.academia.edu/MohammedGhaly. “