مستقبل الرعاية الصحية: أبرز الدروس المستفادة من ورشة العمل حول التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي في القاهرة
بقلم عبدالله سعيد المهندي، مدير المنتديات وباحث مشارك، ويش
تلعب أنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات دوراً هاماً في تطوير المنظومة الصحية. فقد أتاحت التطبيقات الذكية الصحية المساعدة في استخدام المعلومات والشبكات تلبي احتياجات المستفيدين وضمان تقديم خدمات عالية المستوى معتمدة من الجودة والثقة والدقة فضلا عن توفير معلومات في غاية الأهمية لمتخذي القرارات. ويعرف التطبيب عن بعد على أنه استخدام وسائل تقنية المعلومات والاتصالات الإلكترونية لتقديم خدمات التشخيص والفحص والمعاينة الطبية للمريض، كما يكفل التطبيب عن بعد تيسير التواصل بين الممارسين الصحيين فيما بينهم وبين المريض وطبيبه، وكذلك التواصل بين الأطباء فيما بينهم سواء ما يتعلق بالاستشارات أو بالمؤتمرات العلمية أو الأنشطة التعليمية الطبية الأخرى كما يمكن من خلاله إدارة الأزمات الصحية باستخدام نظم المعلومات، فضلاً عن إمكانية استخدام التطبيب عن بعد في نشر المعلومات الطبية والتعريف عن الوضع الصحي للبلاد، وإنشاء قواعد البيانات الطبية الشاملة.
ويشير الذكاء الاصطناعي إلى دمج خوارزميات التعلم الآلي وتحليلات البيانات المتقدمة في منصات الرعاية الصحية عن بعد. كما يتيح هذا الدمج التخصصي للرعاية الصحية إجراء تشخيصات دقيقة والتنبؤ بالنتائج ووضع خطط علاجية لكل مريض على حدة، وذلك من خلال الاعتماد على البيانات واتخاذ القرار العلاجي السليم لتقديم رعاية أكثر كفاءة وفعالية.
وفي ضوء ذلك، فقد قمت بالحضور والمشاركة في ورشة عمل “التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي – الفرص والتحديات” خلال الفترة من 12 – 15 فبراير 2024 بمقر المنظمة العربية للتنمية الإدارية – تحت مظلة جامعة الدول العربية- بالقاهرة، جمهورية مصر العربية.
وكما استهدفت الورشة تعزيز الفهم حول التطبيب عن بعد، وتقديم معلومات حول التحول الرقمي في المجال الصحي، ومناقشة التحديات والمزايا المتعلقة بالتطبيب عن بعد، ووضع الأطر التنظيمية للتطبيب عن بعد والصحة الإلكترونية من حيث البعد الإكلينيكي والتقني والمالي والقانوني حتى تتحقق جودة وسلامة هذه الخدمة بما يضمن حقوق مقدميها والحاصلين عليها. وكذلك معرفة أثر الذكاء الاصطناعي في تعزيز التطبيب عن بعد، فضلاً عن تحسين تجربة المرضى من خلال الصحة الإلكترونية.
شارك في ورشة العمل عدد 13 مشارك: من المملكة العربية السعودية، جمهورية العراق، دولة قطر، وجمهورية مصر العربية وتم عقد 10 جلسات، تحدث خلالها ثمانية خبيراً من المتخصصين في موضوع ورشة العمل. وقد تم خلال جلسات ورشة العمل عرض ومناقشة الموضوعات من قبل خبراء في مختلف القطاعات الصحية من مصر والامارات والولايات المتحدة الأمريكية.
وقد اتيحت لي فرصة للمشاركة في عرض محاكة الكترونية باستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل أحد الزملاء من السعودية، حيث تعتمد المنصة الصحية للكشف عن أعراض مرض الرعاش الباركنسون، حيث يتم تصوير واستشعار حركة يد الأشخاص، ومن ثم تحليلها وعرض التقييمات الصحية.
وكما قمت بمشاركة الزملاء في الورشة تقرير ويش 2018 تحت عنوان: ” الاستفادة من علم البيانات والذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية: من السياسة إلى التطبيق العملي” والذي يتناول الحاجة إلى تسخير خبراء الصحة المتخصصين لتلبية الحاجة إلى البرامج والتقنيات الرقمية الناشئة.
وقد أعربنا كمشاركين عن مدى استفادتنا من ورشة العمل، كما تقدمنا بالمقترحات التالية:
- أولاً: العمل على إنشاء هيئة مسئولة عن التطبيب عن بعد ومركز معلومات بكل وزارة من وزارات الصحة بالدول العربية، وكذلك انشاء وحدات للتطبيب عن بعد بالمديريات الصحية بالأقاليم.
- ثانياً: إصدار قوانين وتشريعات أنظمة خاصة بممارسة التطبيب عن بعد للعمل على حفظ حقوق الأطباء والمرضى، والاستفادة بإرشادات منظمة الصحة العالمية.
- ثالثاً: الاستفادة من تجارب الدول العربية الناجحة في مجال التطبيب عن بعد. مثال: Virtual Hospital at Ain Shams University
- رابعا: وضع خطط مرحلية لتطبيق مفهوم التطبيب عن بعد والبدء بمجال الرعاية الصحية الاولية.
- خامساً: انشاء أنظمة الكترونية لتأمين وحوكمة البيانات الخاصة بالمرضى مما يحقق السرية اللازمة لهم.
- سادساً: تحديد الأولويات للشروع في تطبيق التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي من خلال استراتيجيات قريبة وبعيدة المدى من خلال حوكمة البيانات وتأمينها.
- سابعاً: أهمية الاستفادة من المعايير الصحية التي تصدر من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بجمهورية مصر العربية في تعزيز مفهوم التطبيب عن بعد لضمان جودة الخدمات الصحية.
- ثامناً: القيام بحملات توعوية لخدمات التطبيب عن بعد وذلك من خلال عدة طرق demos والمحاكة الإلكترونية تقوم بها وزارة الصحة والهيئات المقدمة للخدمة مثل هيئة الرعاية الصحية لبعض تطبيقات او برامج التطبيب عن بعد بما يتيح للمريض التجربة الواقعية ومعرفة العيوب والمميزات وما سوف يحتاجه المريض والمخاوف من استخدام تلك التطبيقات.
- تاسعاً: اتخاذ التدابير اللازمة لاعتماد التطبيب عن بعد والملف الطبي الإلكتروني، مع تراخيص المنشئات الصحية.
- عاشراً: وضع آليه لربط الملف الطبي الإلكتروني بين المنشئات الصحية.
- احدى عشر: أهمية استخدام التطبيب عن بعد مع برامج التأمين الصحي والتغطية التأمينية.
- اثنى عشر: ضرورة تدريس مادة telemedicine في كليات الطب العام، الاسنان والصيدلة.
- ثالث عشر: ضرورة وجود دلائل ارشادية guidelines معتمد من قبل الوزارة لتدريب الكوادر الطبية في مجال التطبيب عن بعد مع المحافظة على خصوصية البيانات.
- رابع عشر: اجراء المزيد من الدراسات وعقد ورش عمل متقدمة حول استخدام التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي.
- خامس عشر: إنشاء قاعدة بيانات للخبراء والمشاركين في ورشة العمل لتسهيل التواصل والتطوير للورش المستقبلية.