الدوحة – قطر: قال اليومَ خبراء في مستهل أعمال «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية» (ويش) إنَّ الهواتف المحمولة والذكية، والكاميرات الأمنية، والشبكات الاجتماعية وبطاقات ولاء العملاء يمكن أن تضطلع بدور مؤثر في مراقبة الصحة مثلها مثل سماعة الطبيب وجهاز مراقبة ضغط الدم تماماً.
الآثار الرقميّة المتأتية من أجهزة إلكترونية ورقمية لا استغناءَ لنا عنها في حياتنا اليومية تُعَدُّ بالمليارات، وتُعرف باسم البيانات الضخمة، وهي كفيلة بتحديد معالم حياتنا النفسية والثقافية بدقة لم تكن في المتناول من قبل، ويمكن الاستعانة بالبيانات الضخمة في تحسين الصحة وخفض الكلفة العلاجية بل وحتى في القضاء على الأوبئة.
في تقرير جديد كُشف النقاب عنه اليوم خلال أعمال مؤتمر «ويش»، يدعو خبراء بارزون إلى صياغة ميثاق دولي لمشاركة البيانات يسمح للمنظمات بتبادل المعلومات المتعلقة بالصحة والسلوك وأساليب الحياة. ويدرس التقرير أيضاً كيف يمكن أن يكون لتجميع البيانات وتكاملها أثرٌ عالمي كبير على انتشار المرض وتغيير السلوك من أجل حماية صحة الناس وتحسينها.
وفي هذا الصَّدد، قال البروفيسور اللورد دارزي، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ويش ومدير معهد الابتكار في مجال الصحة العالمية في إمبريال كوليدج – لندن: “حماية خصوصية الأفراد قضية بالغة الأهمية، ولكن في الوقت نفسه لا بدّ من إيجاد طريقة تمكّننا من الاستفادة من الكمية المهولة من البيانات التي باتت متاحةً اليوم من أجل تحسين الصحة العالمية”.
من جانبه، قال البروفيسور اليكس ‘ساندي’ بنتلاند، مدير مختبر الديناميات الإنسانية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ورئيس منتدى البيانات الضخمة والرعاية الصحيّة: “كانت هناك زيادة ملحوظة في سيولة البيانات، وكما أظهرت دراسة الحالات العيانية التي استعرضناها، فقد رأينا فوائد هذه الأفكار في معالجة مجموعة من المخاوف تتراوح من تفاوت جودة الرعاية الصحيّة إلى الآثار الجانبية الشائعة للأدوية. وناقش المنتدى أيضاً أفكاراً لاستخدام البيانات الضخمة في إيجاد سبل لخفض تكاليف الرعاية الصحيّة، دون المساومة على جودة أو فعالية شبكات التوزيع”.
يُذكر أن البيانات الضخمة والرعاية الصحية تمثل أحد المحاور الثمانية الأساسية لـ «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية ٢٠١٣» (١١-١٠ ديسمبر)، إذ ينضمّ خبراء عالميون مرموقون إلى حشدٍ من القادة والوزراء والأكاديميين والأطباء الإكلينيكيين وصُناع القرار وقادة الأعمال لمناقشة الحلول المبتكرة لعدد من أكثر التحدّيات الصحية العالمية المُلحَّة. وبالإضافة إلى البيانات الضخمة والرعاية الصحية، ستصدر تقارير مماثلة عن مقاوَمة مضادّات الميكروبات، والرعاية المسؤولة، ورعاية المرضى في مرحلة الاحتضار، والصحة النفسية، والسمنة، وإشراك وتمكين المرضى، وإصابات حوادث السير.
يُشار إلى أن أعمال «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية» انطلقت اليوم بالدوحة برعاية كريمة من صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وتدعم القمة تطلعات وطموحات مؤسسة قطر وتؤكد الدور الرائد لدولة قطر كمركز صاعد للابتكار في مضمار العلوم الطبية.
النهاية
ملاحظات إلى المحررين:
١. ملخص تقرير البيانات الضخمة والرعاية الصحيّة
يعرض التقرير دراسات عيانية من بلدان مختلفة في جميع مراحل التنمية الاقتصادية. وهو يقترح أيضاً توصيات لصانعي السياسات تساعدهم في معالجة الشواغل والتغلب على العوائق التي تحول دون استغلال إمكانات البيانات الضخمة في تحويل الرعاية الصحيّة.
أمثلة عن الدراسات العيانية
يحوي التقرير عدة أمثلة مفصلة عن الاستخدامات الواعدة للبيانات الضخمة:
- المختبرات الحية للصحة
- المختبر الحي CATCH: الصحة الشخصية والتقييم الصحي المستمر.
- المختبر الحي PaCT: مراقبة الأمراض المزمنة.
- المختبرات الحية للرعاية الصحيّة عبر الهاتف الخلوي mHealth.
- البيانات الضخمة والمتابعة الطولية (فترة طويلة من الزمن
- الدراسات الوبائية الحشدية Cohort Studies
- الصحة السكانية
- البنجاب: الوقاية من انتشار الأمراض المعدية
- ملكية البيانات
- ملكية بيانات الصحة الشخصية
- النظم الصحيّة
- ديماجي: تسجيل بيانات العمال في الرعاية الصحيّة.
- mPedigree: توجهات شراء الأدوية والتوجهات التشخيصية.
- غانا: المطالبات الطبية
- قطر: سجلات الصحة الإلكترونية.
- هيئة الخدمات الصحيّة الوطنية، إنجلترا: بيانات الرعاية.
- التكاليف: البيانات الضخمة وتكاليف الرعاية الصحيّة.
توصيات لصانعي السياسات:
- تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص: يمكن أن يفيد هذا النوع من التعاون في تأمين التكاليف وتسريع التطبيق؛ تعتبر البنوك الخاصة طريقة مفيدة.
- ضمان الوصول إلى البيانات: تحديث سياسات الخصوصية وملكية البيانات لضمان إمكانية الوصول إلى البيانات من قبل المرضى ومقدمي الرعاية الصحيّة المرتبطين معهم، وتتطلب تكنولوجيا شبكات ثقة لتأمين تشاركٍ آمن للبيانات.
- السماح بالبيانات المفتوحة: تجميع البيانات الحكومية غير المحظورة والبيانات الخاصة غير مسجلة الملكية ضمن قاعدة بيانات مفتوحة، للدفع باتجاه تطوير نظام صحي بيئي يعتمد على “البيانات الضخمة”. نقترح ضرورة إيجاد ميثاق عالمي لتشارك البيانات المفتوحة، يحدد أفضل الممارسات ويلزم الدول بمشاركة بياناتها الصحيّة من أجل المنفعة المتبادلة.
- تعزيز العلوم الصحيّة المعتمدة على البيانات الضخمة: إنشاء مراكز تميز لتدريب اختصاصيي العلوم الصحيّة والسلوكية المعتمدة على البيانات الضخمة على استخدام الأدوات المفتوحة المصدر من أجل تحليل البيانات.
- تسريع الممارسات الصحيّة المعتمدة على البيانات الضخمة: دعم الشراكات بين الأطباء واختصاصيي العلوم السلوكية المعتمدة على البيانات الضخمة من أجل إنشاء “مختبرات حية living laboratories” تطور حلولًا جديدة باستخدام البيانات الضخمة.
٢. نبذة عن البروفيسور أليكس “ساندي” بنتلاند
يتولى البروفيسور أليكس “ساندي” بنتلاند إدارة مختبر الديناميات الإنسانية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وبرنامج ريادة مختبرات الوسائط في المعهد نفسه، كما أنه يشارك في قيادة مبادرات البيانات الضخمة والبيانات الشخصية في المنتدى الاقتصادي العالمي. وهو عضو مؤسس للمجالس الاستشارية في شركة نيسان وشركة موتورولا موبيليتي وشركة تليفونيكا، بالإضافة إلى عدد من الشركات الناشئة مثل شركة “Ginger.io” وشركة “CogitoHealth.com” وشركة “Sense Networks”. أسهم البروفيسور بنتلاند من قبل في إنشاء وإدارة مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومختبرات الوسائط الآسيوية في المعاهد الهندية للتكنولوجيا ومركز “Strong Hospital” للصحة المستقبلية.
اختارته مجلة فوربس في العام ٢٠١٢ من بين “علماء البيانات السبعة الأكثر تأثيراً في العالم” جنباً إلى جنب مع مؤسسي غوغل ومساعد الرئيس الأمريكي لشؤون التكنولوجيا. وقد نال في العام ٢٠١٣ جائزة ماكينزي من مجلة “هارفارد بيزنس ريفيو”. ويُعدّ ساندي من أكثر علماء الحاسوب الذين يتم الاقتباس من أعمالهم في العالم، كما أنه أحد رواد مجال العلوم الاجتماعية الحاسوبية (ومنها علوم الصحة)، والهندسة التنظيمية، والأجهزة الحاسوبية القابلة للارتداء (مثل نظارة غوغل)، وتقنيات إدراك الصور، وعلوم القياسات الحيوية الحديثة.
٣. نبذة عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة
يُتوقع أن يشهد حفل افتتاح المؤتمر المقرر انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة يومي العاشر والحادي عشر من ديسمبر ٢٠١٣ حضور لفيفٍ رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين والقادة وصناع القرار بالإضافة إلى أبرز المساهمين في نظم وسياسات الصحة العالمية من رؤساء دول ووزراء وأكاديميين ومفكرين، إلى جانب رواد الأعمال ذوي التأثير في هذا المجال، وذلك بغية تشجيع دول العالم على تبنّي حلول عملية ومبتكرة ومستدامة في التغلب على التحديات التي يواجهها العالم في مجال الرعاية الصحيّة.
يهدف مؤتمر ويش إلى تشجيع التعاون والابتكار في السياسات الصحيّة والنظم الصحيّة وتقديم الرعاية الصحيّة من أجل ردم الفجوة بين المعرفة النظرية والممارسات العملية في حقلي الطب والرعاية الصحيّة.
تتواءم أهداف مؤتمر “ويش” مع الرسالة والرؤية السامية التي ترنو إليها مؤسسة قطر وكذا مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، وتسعى في الوقت نفسه إلى إبراز دور دولة قطر المتنامي كأحد المراكز الرائدة المعنية بالابتكار في مجال الرعاية الصحيّة. ولما كانت دولة قطر تتبوأ صدارة جهود الإصلاح في مجال الرعاية الصحيّة، فقد نجحت مؤسسة قطر في إطلاق حزمة من المبادرات الواعدة والقيّمة والفريدة في مجال البحوث الصحيّة بما في ذلك إقامة شراكات مع كلية طب وايل كورنيل، وبنك قطر البيولوجي، ومركز قطر للجراحة الروبوتية، ومركز قطر لبحوث القلب والأوعية الدموية، وبنك فيرجن للصحة، ومركز السدرة للطب والبحوث.
لمزيدٍ من المعلومات عن مؤتمر ويش، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.wish-qatar.org/
٤. نبذة عن مؤسسة قطر – إطلاق قدرات الإنسان
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منظمة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الموارد الطبيعية الناضبة إلى اقتصاد المعرفة من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله. تأسّست مؤسسة قطر سنة ١٩٩٥ بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارتها.
وتسعى مؤسسة قطر لتحقيق مهمتها الاستراتيجية التي تقوم على ثلاث ركائز هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاعٍ حيوي للتعليم يمكنه جذب واستقطاب أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قطر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفة. كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضًا في إنشاء مجتمع متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.
للإطلاع على كافة مبادرات مؤسسة قطر ومشاريعها، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.qf.org.qa
لمزيدٍ من المعلومات عن مؤسسة قطر، يرجى الاتصال بمكتبنا الصحفي على البريد الإلكتروني: pressoffice@qf.org.qa
