الشفاء بعد الحرب: الرئيس التنفيذي لمؤتمر ويش يفتتح جلسة أمراض القلب في القمة العالمية للقلب

في الحروب، نحصي القتلى، لكننا قلّما نحصي عددَ القلوب التي تظلّ تنكسرُ وتنكسر حتى بعد أنْ تصمت البنادق.
بعيدًا عن مشاهد الدمار وأرقام المصابين بالصدمات، هناك حقيقةٌ لا تحظى باهتمامٍ كافٍ، وهي أن الحرب عامل خطر رئيسي في أمراض القلب. إنها أزمة صحية متعددة الأبعاد—جسدية ونفسية وعلى مستوى النُظُم؛ إذ تتسبب النزاعات في ارتفاع صامت في معدلات ضغط الدم، والنوبات القلبية، والجلطات الدماغية، لا سيما لدى من نجا منها وتعرّض للتهجير وانقطع عن الرعاية الصحية التي كان يتلقاها.
استجابةً لهذه التحديات، تكرّس القمة العالمية العاشرة للقلب، التي ينظّمها الاتحاد العالمي للقلب، في جنيف، جلسةً خاصة بعنوان “أمراض القلب والأوعية الدموية في أعقاب الحروب والنزاعات”، وذلك يوم الأحد، 18 مايو 2025، من الساعة 11:15 صباحًا حتى الساعة 12:00 ظهرًا بتوقيت وسط أوروبا.
وقد وُجّهت الدعوة للدكتور سليم سلامة، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، لإلقاء كلمة افتتاحية لمدة عشر دقائق تفتتح الجلسة وتوجّه مسار الحوار الذي يليها.
يُعدّ الدكتور سلامة طبيبًا وخبيرًا في مجال الصحة العالمية، وناشطًا في مجال الإنصاف الصحي، وقد عمل في العديد من المناطق المتأثرة بالنزاعات، حيث تنهار النظم الصحية بشكل متكرر، ويتفاقم فيها العبء الناتج عن الأمراض غير المنقولة، وعلى رأسها أمراض القلب والأوعية الدموية، في ظل الأزمات المتلاحقة.
يقول الدكتور سلامة: “في الحروب، نعدّ الرصاص وجثث الضحايا، لكننا نغفل عن القلوب المحطّمة —ليس فقط من حيث الأثر النفسي، بل أيضًا من حيث الارتفاع الحاد في أمراض القلب نتيجةَ الإجهاد الرهيب، والانقطاع عن العلاج، والتهجير، واليأس. وإنْ كنّا جادّين بشأن التعافي، فلا بدّ أن تكون صحةُ القلب بندًا حاضرًا على أجندة السلام.”
منصة عالمية بإرث راسخ في قضايا النزاع والصحة
تعكس مشاركة الدكتور سلامة في القمة التزامَ ويش الدائم بمواجهة أصعب التحديات في الصحة العالمية—وفي مقدمتها الاستهداف المتعمد للمنشآت الصحية في مناطق النزاع.
ففي النسخة السابعة من قمة ويش التي أُقيمت في العاصمة القطرية الدوحة (نوفمبر 2024)، أطلق ويش بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية تقريرًا تاريخيًا بعنوان “الاعتداءات على الصحة في النزاعات المسلّحة”، وثّق حجمَ الانتهاكات، وسلّط الضوءَ على فشل المجتمع الدولي، من الناحيتين الأخلاقية والقانونية، في حماية مقدّمي الرعاية والمرافق الصحية والمرضى.
ويأتي هذا الجهد استكمالاً لرؤية مؤسسة قطر، التي تقودها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، الداعمة منذ سنوات طويلة لحماية التعليم والصحة في أوقات النزاع. وقد ارتقت قيادتها، من خلال منصات عالمية مثل “التعليم فوق الجميع”، بهذه القضايا من مجرد مناشدات إنسانية إلى مسؤوليات عالمية.
وتُعدّ مشاركة ويش في جلسة القمة العالمية للقلب المقبلة استمرارًا لهذا النهج، ودعوةً لإعادة تصور رعاية القلب لا كترفٍ في زمن السلم، بل كضرورة إنسانية في زمن الحرب.
وقال الدكتور سلامة: “إعادة بناء المستشفيات وتدريب الأطباء أمر لا غنى عنه، ولكن لا يقلّ أهميةً عن ذلك استعادة الاستمرارية الهادئة لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة. إن تجاهل أزمة القلب الناتجة عن النزاعات يعني ترك الناس ينجون من الحرب ليقعوا ضحايا لعواقبها طويلة الأمد.”
وفي ظلّ مواصلة ويش لجمع صُنّاع السياسات الصحية، ووكالات العمل الإنساني، والخبراء الطبيين، فإن هذه الشراكة مع الاتحاد العالمي للقلب تعكس شعورًا ملحًّا بالحاجة إلى الربط بين الأمن الصحي، وبناء السلام، والوقاية من الأمراض المزمنة.
الشفاء بعد الحرب لا يقتصر على إعادة الإعمار—بل يبدأ بإعادة وصل ما انقطع، خاصةً في الرعاية الصحية، وبشكلٍ أخصّ في مجال صحة القلب.
More أخبار

مؤتمر ويش يسهم في رسم مستقبل الابتكار من خلال الانضمام إلى لجنة مراجعة الشركات الناشئة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا
اقرأ أكثر...
خلال معسكر المناصرة العالمي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ويشيدعو إلى تعزيز رعاية المصابين بالأمراض غير المنقولة في حالات الأزمات الإنسانية
اقرأ أكثر...
الرئيس التنفيذي لـمؤتمر ويش، الدكتور سليم سلامة، يشارك في مائدة مستديرة مغلقة رفيعة المستوى حول أزمة الروهينغا خلال قمة إرثنا 2025
اقرأ أكثر...