ويش” يستضيف ندوة إلكترونية حول انتشار الابتكار في الرعاية الصحية”
استضاف مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” ندوة إلكترونية حول عوامل النجاح والعوائق التي تؤثر على انتشار الابتكار في الرعاية الصحية، بناءً على الأدلة المستمدة من دراسات الحالة.
أقيمت الندوة الإلكترونية تحت عنوان “انتشار الابتكار في الرعاية الصحية” بتاريخ 23 فبراير، في إطار سلسلة “تسريع الرعاية الآمنة”، التي تنظمها شبكة النظم الصحية الرائدة، وهي إحدى مبادرات مؤتمر ويش التي تسعى إلى تنظيم لقاءات للقادة والخبراء والمسؤولين في قطاع الرعاية الصحية، لتحديد ومناقشة فرص ومجالات تحسين نظم الرعاية الصحية وتطويرها. وأدار الندوة الإلكترونية الدكتور ماثيو هاريس، محاضر سريري أول في طب الصحة العامة، والسيدة هانا باتيل، زميل السياسات بمركز السياسات الصحية، وكلاهما يعملان بمعهد الابتكار في مجال الصحة العالمية التابع لجامعة إمبريال كوليدج لندن.
ومن المعروف أن الابتكارات في قطاع الرعاية الصحية تستغرق نحو 17 عامًا قبل تطبيقها واستخدامها بصورة عملية. ولعل السؤال الأشهر الذي يفرض نفسه هو “لماذا يستغرق الأمر كل هذا الوقت؟”. وقد تناولت هذه الندوة الإلكترونية الأسباب والعوامل التي تساعد على نجاح الابتكارات أو إعاقتها وعرقلتها، وذلك بناء على دراسات حالة محددة وأبحاث كمية وكيفية واسعة النطاق. وقدمت الندوة في النهاية توصيات لصناع القرار، وواضعي السياسات، وجميع العاملين في قطاع الرعاية الصحية، حول كيفية الاستفادة من مزايا الابتكار في الرعاية الصحية.
وسلطت الندوة الضوء على البحوث التي أجريت منذ إطلاق برنامج “الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحية” في عام 2012، وهو برنامج للبحوث العلمية تموله مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، يدرس أسباب انتشار الابتكارات الصحية في الدول المختلفة، كما يستطلع سبل تطويع الابتكارات لتلبية احتياجات العاملين في الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم.
وأظهرت نتائج دراسات الحالة البحثية الثمانية أربعة عوامل أساسية تساعد في انتشار الابتكارات الصحية في مختلف الدول. وخلصت النتائج إلى أن العامل الأول هو الرؤية والاستراتيجية والقيادة، ووضوح الهدف المطلوب تحقيقه والحاجة الماسَّة لهذا الابتكار، وأن العامل الثاني يتمثل في ضرورة وجود هيئة أو وكالة ملتزمة أو مسؤولة عن تطبيق هذا الابتكار، أما العامل الثالث فيتمثل في وجود تمويل محدد للبحوث والتطوير وانتشار ابتكار معين، ويتعلق العامل الرابع بأهمية تفعيل دور قنوات وشبكات التواصل بين العاملين في قطاع الرعاية الصحية وعامة الجماهير.
وصرَّح الدكتور ماثيو هاريس، رئيس مشروع “الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحية”، قائلًا: “تعتمد عملية تطبيق الابتكارات في مجال الرعاية الصحية على التفاعل والإقناع، وهي في الأساس مسألة تتعلق بتبادل المنفعة وتوافر الموارد، إذ أنها عملية معقدة تتطلب وجود قاعدة من الأدلة المعززة للابتكار، ورغبة جهات الرعاية الصحية في تطبيقه، كما يجب أن يكون الابتكار قابلًا للتطبيق في مختلف الظروف والدول. وفي بعض الأحيان، يتطلب توسيع نطاق الابتكار جهدًا مماثلًا للجهد المبذول في ابتكاره، وربما أكثر.”
وأضاف: “هناك ثلاثة عناصر مختلفة تؤثر على انتشار الابتكار في الرعاية الصحية، والعنصر الأول هو عوامل النجاح الأربعة التي ذكرناها آنفًا، أما العنصر الثاني فهو سلوكيات موظفي الرعاية الصحية، لما لها من أهمية كبرى على المستويين الشخصي والمؤسسي، سواء فيما يتعلق بالتخلص من الطرق القديمة أو الأقل فعالية لأداء المهام اليومية، وتطبيق الابتكار على الصعيد المحلي. وأخيرًا، يتمثل العنصر الثالث في خصائص منظومة الرعاية الصحية، التي تمثل ركيزة أساسية في الانتشار السريع لابتكارات الرعاية الصحية، وهي عناصر التأثير الكلية مثل البيئة الاقتصادية والسياسية والبحثية.
بدورها، صرَّحت السيدة هانا باتيل، زميل السياسات بمركز السياسات الصحية التابع لجامعة إمبريال كوليدج لندن، قائلةً: “هناك عقبات عديدة ينبغي التغلب عليها أولًا من أجل تحسين انتشار الابتكار، وهي وضوح الرؤية، وضرورة الالتزام بتطبيق الابتكار وتنفيذه، بالإضافة إلى تعزيز الطلب على التغيير من المرضى والجماهير”.
وفي النهاية، تناولت الندوة موضوعًا يكتسب زخمًا متناميًا في دراسات انتشار الابتكار، وهو “الابتكار المعكوس”، الذي يهدف إلى العمل على زيادة تطبيق الابتكارات المقتصدة التي تم تطويرها في الدول ذات الدخل المنخفض، وتطبيقها في الدول مرتفعة الدخل.
وصرح السيد إجبرت شلنجز، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ويش، بقوله: “تحظى الأبحاث والدراسات حول انتشار الابتكار بأهمية قصوى ضمن دائرة اهتمامات مؤتمر ويش منذ انطلاقه، والسبب واضح للغاية، فالابتكار الذي لا ينتشر ولا يتوسع لن يكون مجديًا، وفي الغالب لا يرجع الفشل في تطبيق فكرة مبتكرة إلى عيوب في الفكرة نفسها، بل لعوائق وعقبات تنظيمية. ونحن بحاجة إلى فهم هذه العوائق التنظيمية لكي نساعد في تطبيق الأفكار الصحيحة بحيث يمكنها أن تكون مفيدة لمصلحة المرضى”.
وتتعاون شبكة النظم الصحية الرائدة، منذ انطلاقها في عام 2009، مع 25 منظومة صحية من أكثر من 12 دولة، على تبادل المعرفة المستمدة من الخبراء، ومناقشة سبل إجراء تحسينات جوهرية في سياسات الرعاية الصحية الحالية. وقد تعاونت هذه الشبكة الرائدة، الكائن مقرها في إمبريال كوليدج لندن، مع مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية على إحداث تغيير إيجابي من خلال الندوات الإلكترونية الشهرية التي تهدف إلى تحسين صحة السكان في جميع أنحاء العالم. وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة حمد الطبية ومركز السدرة للطب والبحوث في قطر من المؤسسات والهيئات التي انضمت إلى هذه المبادرة.
وكان مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، وهو مبادرة عالمية تابعة لمؤسسة قطر، قد أطلق برنامج “تسريع الرعاية الآمنة” ضمن شبكة النظم الصحية الرائدة لتبادل أفضل الممارسات، وحث النظم الصحية في جميع أنحاء العالم على توفير الرعاية الآمنة للمرضى. وتشارك في البرنامج شبكة عالمية من مؤسسات الرعاية الصحية لتبادل الأفكار والخبرات والبيانات حول سلامة المرضى، وستُتوج جهود البرنامج بعد ذلك بنشر تقرير عالمي.
More أخبار
قمة ويش العالمية تعلن “الصحة من منظور إنساني” موضوعًا رئيسيًا لمؤتمرها السابع
اقرأ أكثر...World Innovation Summit for Health launches 2024 global healthcare Innovation Competition
اقرأ أكثر...مؤتمر “ويش ” يصدر تقريرًا يسلط الضوء على الأبعاد الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية
اقرأ أكثر...