سلامة المريض: ما الذي يمكن تعلمه من الطيران والقطاعات الأخرى
“سلامة المرضى ليست رفاهية، بل حق لجميع المرضى وأُسرهم”. هذا واحد من المحاور التي ناقشها الدكتور وليد قرنفلة، مدير البحوث وتطوير السياسات في مؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، في التجمع العالمي لصانعي السياسات والأكاديميين والباحثين وأخصائيي الرعاية الصحية في باكستان، مؤخرًا.
وبصفته خبيرًا في التكنولوجيا الحيوية والتشخيص والطب الشخصي، كان الدكتور قرنفلة واحداً من بين 12 ضيفًا عالميًا يتبادلون خبراتهم في المؤتمر الدولي حول سلامة المرضى 2019، الذي عُقد من 30 نوفمبر إلى 1 ديسمبر في جامعة راوالبندي الطبية.
وعلى هامش المؤتمر، لفت الدكتور قرنفلة إلى التصور العالمي لموثوقية الرعاية الصحية. وما يدعو للقلق، أن العدوى المكتسبة من المستشفيات تصيب واحدًا من بين 20 مريضًا حول العالم سنويًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. إذ إن الإصابات في مرافق الرعاية الصحية، والتشخيص الخاطئ، والضرر الناجم عن وصف العلاج والأدوية غير المناسبة، هي دليل على ضعف مستوى سلامة المرضى.
وصرّح الدكتور قرنفلة أنه حسب دراسة لجونز هوبكنز نُشرت في فبراير 2018، فإن “الأخطاء الطبية هي السبب الرئيسي الثالث للوفاة بعد أمراض القلب والسرطان، حتى في الدول التي تملك أحد أكثر أنظمة الرعاية الصحية تقدمًا مثل الولايات المتحدة.”
وتابع قائلاً: “على الرغم من أهمية الموارد، إلا أنها ليست الضمان الوحيد لسلامة المريض؛ بل هناك دروس مدهشة يمكن لقطاع الرعاية الصحية تعلمها من القطاعات الكبيرة الأخرى”.
وأضاف: “يُمكن للعاملين في الرعاية الصحية التعلم من الطيران التجاري، ومحطات الطاقة النووية، وصناعة السيارات المتقدمة، التي تعمل بموثوقية ودرجة عالية من الأمان، حتى في الأماكن الخطرة”، مشيرًا إلى أنه في بيئة ذات موثوقية عالية، يتم الكشف عن الأخطاء والظروف غير الآمنة في وقت مبكر ومنعها من خلال اتخاذ إجراءات تصحيحية سريعة قبل وقوع الضرر.
وأقر الدكتور قرنفلة بوجود تحديات تواجه إنشاء بيئة مماثلة في ميدان الرعاية الصحية، بما في ذلك الثقافة، ودمج العوامل البشرية، وإشراك المريض، وعملية التصميم. لكن بما أن الرعاية الصحية والبحوث تشمل تخصصات عدة، فإن “تطبيق الدروس ومواءمتها مع الرعاية الصحية يُمكّن المستشفيات من تحقيق مستويات مشابهة من السلامة والجودة، لافتًا إلى أن النهج الذي يتمحور حول المريض يلعب دورًا حاسمًا في إحراز النجاح”.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، شهدت دولة قطر تحسنًا ملموسًا في سلامة المرضى وجودة خدمات الرعاية الصحية. ومن خلال مشاركتها في منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة، وأنشطتها البحثية لتحديد الثغرات في النهج، تلتزم “ويش” بدعم الجهود الرامية إلى تحسين ثقافة سلامة المرضى في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم.
ولتحقيق ذلك، أكد الدكتور قرنفلة أن “الرعاية المناسبة، في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب هي مفتاح سلامة المرضى”.
وتعليقًا على المؤتمر، قال الدكتور قرنفلة: “نهدف في “ويش” إلى بناء الوعي والرغبة بالتغيير، بالإضافة إلى القدرة على إحراز نتائج على نطاق واسع في تحسين الرعاية الصحية والصحة السكانية، بما في ذلك التواصل مع الخبراء والقادة الدوليين في المنطقة”.
وأوضح أن المؤتمر في باكستان شكل فرصة قيّمة للتعلم متعدد التخصصات، بهدف تبادل الخبرات لزيادة معرفتنا التقنية حول مختلف مجالات سلامة المرضى، وعرض التقارير المتعلقة بــ “ويش” ونشاطها البحثي. من خلال مؤتمرات القمة المنتظمة ومجموعة المبادرات المستمرة، بما في ذلك برامج أبحاث السياسة الصحية القائمة على الأدلة، تُنشئ “ويش” مجتمعًا عالميًا من المبدعين الرائدين الذين يُكرسون جهودهم لإحداث تأثير إيجابي على الرعاية الصحية على الصعيدين العالمي والمحلي.
More أخبار
World Health Leaders Outline Bold New Strategies and Innovations to Eliminate TB Amongst Refugees and Migrants at QF’s WISH 2024
اقرأ أكثر...QF’s WISH Announces This Year’s Winning Innovators at 2024 Summit
اقرأ أكثر...أكد أخصائيو الرعاية التلطيفية في قمة ويش 2024 التابع لمؤسسة قطر على ضرورة إحداث تحول في الرعاية التلطيفية على مستوى العالم
اقرأ أكثر...