في عام 2012، قامت حضرة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، بإلقاء كلمة أمام حشد من السياسيين والقادة الصحيين الذين شهدوا القمة العالمية للسياسات الصحية في مدينة لندن ، حيث تعهدت سموها بأن تستضيف مؤسسة قطر في العام القادم سلسلتها الخاصة من المؤتمرات الصحية العالمية في الدوحة، وسيطلق على المبادرة الجديدة اسم القمة العالمية للابتكار في الصحة على غرار النموذج الناجح للقمة العالمية للابتكار في التعليم.
ستوحد القمة مبتكري وداعمي ومصلحي مجال الصحة من شتى أرجاء العالم من أجل تطارح الأفكار واستقاء الخبرات الدولية والتضافر لأجل تطوير والتوصل إلى الحلول العصرية التي يحتاجها العالم وبصورة مُلحة.
وبالفعل، عُقد القمة الافتتاحية لـمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية( ويش) بتاريخ 11-12 ديسمبر 2013 بمركز قطر الوطني للمؤتمرات ، والتي أُعلنت فيها عن تعيين البروفيسور اللورد دارزي من دينهام ليكون رئيساً تنفيذياً لـ(ويش) ، وشرف الحفل ما يزيد عن 1000 من القادة والممارسين والمبتكرين في مجال الرعاية الصحية.
إن تعهد (ويش) تعزيز حياة الناس و النهوض بالمجتمعات أينما كانت سيساعد حتماً في دفع عجلة الابتكار والتغيير في مجال الرعاية الصحية وهما أمران نحن في أمس الحاجة لهما لمجابهة التحديات التي تواجهها الأجيال الحالية والقادمة مستقبلاً."
"إن عروض الابتكارات تعد مثالًا عظيماً على الكيفية نقوم بها بجمع ونشر المعلومات حول الابتكارات الهامة والقيّمة التي لم تحظ في السابق بفرصة كي تعرض على العالم "
اجتمعت كوكبة من الخبراء الصحيين وصانعي السياسات معًا لمناقشة عدد من التحديات الصحية العالمية الجوهرية، حيث قاموا بتوجيه نداء للعمل من أجل ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية باعتبارها حقاً اساسياً من حقوق الانسان بالتزامن مع إصدار تقرير جديد حول التغطية الصحية الشاملة.
استمع أعضاء الوفود إلى عدد من المتحدثين الرئيسيين بمن فيهم البروفيسور دام سالي ديفيز ، رئيس إدارة الخدمات الطبية في المملكة المتحدة، والتي ناشدت مجتمع الرعاية الصحية العالمي إلى ضرورة الانتباه للخطر القائم الذي تشكله عدوى مقاومة المضادات الحيوية إلى جانب كلمة من الدكتور لورانس سامر، الرئيس الفخري لجامعة هارفارد والحائز على درجة تشارليز إليوت الشرفية للأستاذية الجامعية والذي وضح بالحجج الدامغة الاوضاع الإنسانية والاقتصادية للحكومات في جميع أنحاء العالم وذلك من أجل تقديم التمويل في مجال الرعاية الصحية باعتباره أولوية قصوى.
بحلول عام 2017، أٌسست قمة (ويش) وشرعت بالعمل على مدار العام لتبادل مخرجات تقاريرها والمشاريع الرائدة التي انبثقت عن توصيات تلك التقارير. ونتيجة لذلك، قامت (ويش) باستضافة أكاديمية متخصصة في سلامة المرضى والعمل مع مؤسسة نادي ليفربول لكرة القدم لتوفير برنامج تدريبي شامل للمدربين الرياضيين الذين يعملون مع الأطفال المصابين بالتوحد في قطر. أما على المستوى الدولي، فقد تم تقديم مخرجات البحث الذي قامت به (ويش) حول مواضيع مثل مرض الخرف والتوحد في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية.
عُقدت قمة (ويش) 2018 في الدوحة في الفترة من 13 حتى 14 نوفمبر بحضور ما يزيد من 2100 من أعضاء الوفود المشاركة، حيث شهد الأسبوع الذي سبق انعقاد القمة فعالية "أسبوع الدوحة للرعاية الصحية" للمجتمع المحلي والذي تم إطلاقه حديثاً عبر إقامة ما يفوق 200 فعالية ذات الصلة بالصحة في جميع أنحاء العاصمة القطرية الدوحة.
ساهمت جهود (ويش) ايضاً في تطوير السياسات الصحية الوطنية في قطر، على سبيل المثال تلك المتعلقة بمجالي التوحد ومرض الخرف.
وكان من ضمن المتحدثين الرئيسيين في قمة (ويش) 2018 الرئيسة الأيرلندية السابقة ماري روبنسون، والرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية ووزير الخارجية السابق لحكومة المملكة المتحدة، السيد ديفيد ميليباند، إضافة إلى مشاركة السباح الأولمبي الشهير مايكل فيلبس الذي تحدث صراعه الشخصي مع القلق والاكتئاب والذي عبر فيه بأنه لا ضير " إن اعترفنا اننا لسنا على ما يرام". كما خاطبت سعادة الدكتورة حنان الكواري، وزيرة الصحة العامة لدولة قطر جمهور المجتمع بكلمة عبرت فيها عن جوهر قمة (ويش) قائلة أننا " نكون أقوى عندما نعمل يد بيد، وعندما نتضافر ونتبادل الخبرات، وعندما يدفعنا طموحنا المشترك لتحسين الرعاية الصحية في بلداننا وعبر العالم ".
" لا يمكننا ان نقف بكل بساطة مكتوفي الايدي بينما يعاني الآخرون من حولنا. إن خلق عالم يتمتع بصحة أوفر هو أمر في متناول أيدينا، إلا أنه لن يٌكتب لنا النجاح الا اذا تحلينا بالعزم في جهودنا"
في عام 2019، تم عرض إنجازات (ويش) وأعمالها في فعاليات حول العالم في كل من أتلانتا وأكسفورد ومسقط وحيدر أباد وجنيف. وأختتم العام بندوة امتدت ليومين واستضافتها مدينة الفاتيكان، حيث نظمت ايضاً بالشراكة مع الفاتيكان، وتناولت العلاقة الوثيقة التي تربط كل من الرعاية التلطيفية والصحة النفسية والأخلاق الدينية.
تعاونت قمة (ويش) أيضًا مع منظمة انقاذ الطفولة للعمل على إصدار النسخة العربية من أول دليل متخصص في إصابات الأطفال الناتجة عن الانفجارات، والذي تم الاستعانة به منذ ذلك الحين لعلاج الأطفال المصابين بجروح خطيرة في مناطق النزاع والمناطق الخارجة منه حديثاً في كل من ليبيا وسوريا واليمن والعراق.
مما لا شك فيه ان عام 2020 كان عاماً حافلاً بالتحديات لجميع الكادر العامل في قطاع الرعاية الصحية، وذلك بسبب وقوع واجتياح الوباء العالمي كوفيد 19، حيث تم عقد قمة (ويش) افتراضياً على مدار خمسة أيام وبحضور 75000 شخص عبر الإنترنت.
وقبل انعقاد قمتها في 2020، شاركت (ويش) في سلسلة من الندوات عبر الإنترنت تناولت أثر وباء كوفيد 19 على المتخصصين في مجال الرعاية الصحية وعلى المجتمع بأكمله.
كذلك استضافت (ويش) أيضًا ندوة عبر الإنترنت لمناقشة وجهات النظر الإسلامية حول كوفيد 19 بالتعاون مع جامعة حمد بن خليفة، كما عقدت مناقشة عبر الإنترنت حول مواضيع تتعلق بالرياضة والصحة النفسية شارك فيها لاعب الكريكيت وسيم أكرم، والعداء الأولمبي الحائز على الميدالية الذهبية دام كيلي هولمز، ولاعب كرة القدم روبي فاولر، حيث قام كل منهم بتقديم نظرته الشخصية بخصوص التحديات التي يواجهها المحترفون الرياضيون.
من خلال العمل مع شركائها الأكاديميين الرئيسيين وهما إمبريال كوليدج لندن والمجلة الطبية البريطانية، عكفت( ويش) على إعداد تقارير رئيسية حول مواضيع مثل تغير المناخ والصحة، الإجهاد الحاد واضطراب ما بعد الصدمة لدى الأطفال، المدن الجافة الصحية، والرعاية الصحية في الأحداث الرياضية الكبرى، العلاج المناعي، الصحة النفسية والتكنولوجيا الرقمية .
تم تتويج 30 مبتكرًا كفائزين في مسابقتي (ويش)الجديدتين للابتكار وهما: مسابقة" ومضة الابتكار"للشركات الناشئة، ومسابقة تسريع الابتكارات" لشركات الابتكار التي تطمح إلى توسيع نطاقها. حيث انضم الفائزون إلى شبكة متنامية من المبتكرين من كافة انحاء العالم ممن تم عرض ودعم ابتكاراتهم بواسطة (ويش). كما أقيمت مسابقة إضافية بعنوان" مبتكرو الغد" والتي تستهدف أطفال المدارس وتحثهم على استخدام مهاراتهم وعقولهم الفضوليّة للتوصل إلى ابتكارات صحية وتحملهم على النظر في مستقبل يستكشفون فيه هذا المجال الحيوي.
اختتمت ويش عام 2020 بفعالية في تاريخ 20 نوفمبر قامت فيها بالتعاون مع منظمة اليونيسف لعقد يوم كامل من الجلسات تزامناً مع اليوم العالمي للطفل، شارك فيها قادة من مؤسسة قطر واليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة، حيث جرت مناقشات حول مواضيع مثل العنف ضد الأطفال وأثر وباء كوفيد 19 على صحة الأطفال، فضلاً عن العروض الفنية والموسيقية.