تعزيز منظور حقوق الإنسان ومناهضة التمييز في الرعاية الصحيّة النفسية
الدوحة، قطر: قال اليومَ خبراء دوليون بارزون مشاركون في أعمال «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة» (ويش ٢٠١٣) إنّ بلدان العالم والأنظمة الصحية الوطنية لتلك البلدان لم تُعِر الاهتمام المستحق للصحة النفسية، مؤكدين خطورة الآثار المترتبة على ذلك.
وتؤثر المشكلات النفسية في عافية مئات الملايين من البشر، ومع ذلك فإن نسبة مقلقة من تلك الحالات لا يتمُّ تشخيصها أو علاجها لأسباب مختلفة، منها ضعف الوعي العام والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمشكلات النفسية. وأبرز الخبراء أيضاً التبعات الاقتصادية والاجتماعية لتلك المشكلات النفسية في الأمد البعيد في حال فشلت الدول في العمل معاً لتطوير حلول مبتكرة.
ففي تقرير عن الصحة النفسية نُشر اليوم خلال أعمال «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة»، أشارَ الخبراء إلى أنه رغم اعتماد وزراء صحة يمثلون ١٩٤ دولة لما يُعرف باسم «خطة عمل كوبنهاجن للصحة النفسية» خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية فإنَّ التقدم الذي تحقق في هذا الشأن يظل بطيئاً، وثمة حاجة إلى إيلاء الأولية المستحقة لتشخيص الأمراض النفسية وعلاجها. ورغم أن «خطة عمل كوبنهاجن للصحة النفسية» أثمرت عن عدد من الحلول المبتكرة، غير أن نسبة تناهز ١٠ بالمئة من سكان العالم مازالوا يعانون على صعيد الصحة النفسية.
ويتطرَّق التقرير كذلك لابتكارات نفّذتها دولٌ متنوعة اقتصادياً وثقافياً لتوسيع فرص الحصول على علاج فعّال ورعاية نفسية فعّالة. وأوصى الخبراء المتحدثون المشاركون بمنتدى الصحة النفسية باتخاذ خطوات عملية لمواءمة هذه الابتكارات وتطبيقها في أنظمة الرعاية الصحيّة الوطنية المختلفة. وشملت التوصيات تعزيز الوعي لمكافحة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالأمراض النفسية، وتمكين الأشخاص الذين يعانون من مشكلات نفسية من المطالبة بخدمات تلبّي احتياجاتهم على أفضل وجه، واعتماد نهج يدمج الرعاية الصحيّة النفسية ضمن الرعاية الصحيّة العامة.
وقال الدكتور شيكار ساكسينا، الرئيس المشارك لمنتدى الصحة النفسية ومدير إدارة الصحة النفسية والإدمان على المخدرات في منظمة الصحة العالمية: “ليس المطلوب ضمان إعطاء الصحة النفسية ذات الاهتما الذي تحظى به الأولويات الصحيّة الأخرى فحسب، بل أيضاً إيجاد وسيلة لتمكين الأفراد من طلب العَوْن دون أن تُمسَّ كرامتهم، وهذا تماماً ما يسعى المنتدى إلى تحقيقه. إن الوصمة المرتبطة بالأمراض النفسية تعيق الأشخاص المحتاجين إلى الرعاية من الحصول عليها، ويؤثر هذا الإهمال سلباً في الأسرة وفي بيئة العمل”.
يُذكر أن الصحة النفسية تمثل أحد المحاور الثمانية الأساسية لـ «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية ٢٠١٣» (١١-١٠ ديسمبر)، إذ ينضمّ خبراء عالميون مرموقون إلى حشدٍ من القادة والوزراء والأكاديميين والأطباء الإكلينيكيين وصُناع القرار وقادة الأعمال لمناقشة الحلول المبتكرة لعدد من أكثر التحدّيات الصحية العالمية المُلحَّة. وبالإضافة إلى الصحة النفسية، ستصدر تقارير مماثلة عن مقاوَمة مضادّات الميكروبات، والبيانات الضخمة والرعاية الصحية، والرعاية المسؤولة، ورعاية المرضى في مرحلة الاحتضار، والصحة النفسية، والسمنة، وإشراك وتمكين المرضى، وإصابات حوادث السير.
وفي هذا الصَّدد، قال البروفيسور اللورد دارزي، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ويش ومدير معهد الابتكار في مجال الصحة العالمية في إمبريال كوليدج – لندن: “علاوة على الأسباب العلمية والاقتصادية، لابد أن تُتخذ تدابير عاجلة من أجل مواجهة انتهاك حقوق الإنسان. ونحن بحاجة إلى تمكين المصابين بأمراض نفسية من أن يعيشوا حياة كريمة ودون إقصاء”.
يُشار إلى أن أعمال «مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية» انطلقت اليوم بالدوحة برعاية كريمة من صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وتدعم القمة تطلعات وطموحات مؤسسة قطر وتؤكد الدور الرائد لدولة قطر كمركز صاعد للابتكار في مضمار العلوم الطبية.
النهاية
ملاحظات إلى المحررين
١. ملخص تقرير الصحة النفسية
يصف التقرير ستة إجراءات على مستوى السياسات تؤثر على تقديم خدمات الصحة النفسية، ويوضّحها من خلال عددٍ من الابتكارات من مختلف أنحاء العالم. وهذه السياسات هي:
تمكين الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية وأسرهم
- يجب تمكين المصابين بمشاكل نفسية وأولياء أمورهم من المطالبة بالخدمات الأفضل بما يلبّي احتياجاتهم، وينبغي إشراكهم في تقديم هذه الحلول. كما ينبغي إنشاء برامج مبتكرة تمنع إساءة معاملتهم وتعزّز دمجهم في المجتمع.
تشكيل قوة عمل متنوعة في الصحة النفسية
- يمثل غياب مثل هذه القوة العاملة أحد الأسباب الرئيسية لعدم حصول معظم المصابين بمشاكل نفسية على العلاج أو تلقيهم رعاية متدنية الجودة.
وضع نهج جماعي تعاوني متعدد الاختصاصات للرعاية النفسية
- الرعاية التعاونية نهج يدمج الصحة النفسية ضمن رعاية الصحة العامة لتقديم رعاية محورها الأفراد وتقدم كافة احتياجات المرضى، كلّ على حدة.
استخدام التكنولوجيا لتحسين الوصول إلى الرعاية النفسية
- تساعد التقانات المناسبة ذوي المشاكل النفسية على التواصل مع أخصائيي الصحة النفسية والتدخلات المبنية على الأدلة.
تحديد وعلاج المشاكل النفسية مبكراً
- إن أفضل استثمار يمكن أن ننفذه لتخفيف العبء العالمي للمشاكل النفسية هو التدخل المبكر إما لمنع حدوثها في المقام الأول، أو لمنعها من التفاقم.
تخفيض معدل الوفيّات بين من يعانون من مشاكل نفسية
- يرجع سبب هذه الفجوة في توقعات الحياة بصورةٍ جزئية إلى الانتحار، لكنها تعود أيضًا إلى أن الذين يعانون من مشاكل نفسية يعيشون حياة أسوأ وأكثر حرمانًا، ولديهم مشاكل جسدية أكثر، ويتلقون علاجًا أسوأ لمشاكلهم الجسدية.
أمثلة عن الدراسات العيانية
حدد التقرير ابتكارات من مختلف أنحاء العالم لدعم إجراءات السياسات الموصى بها أعلاه، ولقد تمّ بناء قاعدة بيانات لتوفير مزيدٍ من المعلومات عن الدراسات العيانية المذكورة.
ومن هذه الدراسات العيانية ونتائجها:
- مبادرة كسر القيود، الصومال: منع التمييز وانتهاكات حقوق الإنسان.
- مشروع كينتامبو، غانا: بناء قدرات العاملين الصحيين غير المتخصصين لتقديم الرعاية الصحيّة النفسية.
- بيسك نيدز (الاحتياجات الأساسية)، ١٢ بلدًا في أفريقيا وآسيا: تكامل الرعاية النفسية والتمكين الاقتصادي.
- سكارف (SCARF) للعلاج النفسي عن بعد بالهاتف المحمول، الهند: استخدام التكنولوجيا للوصول إلى المجتمعات الريفية والنائية.
- تيم كير (TEAMcare)، الولايات المتحدة وكندا: توفير الرعاية المتكاملة للأشخاص ذوي المشاكل الصحيّة الجسدية والنفسية.
٢. نبذة عن البروفيسور فيكرام باتيل
البروفيسور فيكرام باتيل، كليّة لندن للصحة والطب الاستوائي، طبيبٌ نفسي ولديه اهتمامٌ خاص بمجال الصحة النفسية العالمية. كما أنه زميل بحوث أول في العلوم السريرية منذ عام 2005، والمدير المشترك لمركز الصحة النفسية العالمية، والذي يمثل شراكة بين كليّة لندن للصحة والطب الاستوائي ومركز كينجز هيلث بارتنرز. ويشغل باتيل منصب المؤسس المشارك في منظمة سانجاث، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من مدينة جوا مقراً لها وتتعاون مع كليّة لندن للصحة والطب الاستوائي في عدد من المشروعات المتعلقة بمجالات تنمية الطفل، وصحة المراهقين والصحة النفسية. وقد تم تعيينه في عام ٢٠١١ ضمن مجموعة سياسات الصحة النفسية التابعة للحكومة الهندية. ويشارك باتيل بفعالية في تدريس الصحة النفسية، وله عدد من المصنفات والأبحاث في المجال ذاته.
٣. نبذة عن الدكتور شيخار ساكسينا
يعمل الدكتور شيخار ساكسينا مديراً لإدارة الصحة النفسية والإدمان على المخدرات في منظمة الصحة العالمية. وهو طبيب نفسي يتحلى بخبرة امتدت قرابة ٣٠ عاماً في مجال إدارة البحوث والبرامج ونظم معلومات الصحة النفسية. كان الدكتور ساكسينا أحد أعضاء فريق كتابة التقرير الخاص بالصحة في العالم لعام ٢٠٠١ حول الصحة النفسية، كما شارك في تحرير وكتابة سلسلة ٢٠٠٧ من مجلة لانسيت للصحة النفسية العالمية. وتولى الإشراف على أطلس الصحة النفسية الصادر عن منظمة الصحة العالمية وعلى إعداد أداة تقييم نظم الصحة النفسية لمنظمة الصحة العالمية. كما أنه المسؤول عن تنفيذ برنامج سدّ الفجوة في الصحة النفسية التابع لمنظمة الصحة العالمية.
٤. نبذة عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة
يُتوقع أن يشهد حفل افتتاح المؤتمر المقرر انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة يومي العاشر والحادي عشر من ديسمبر ٢٠١٣ حضور لفيفٍ رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين والقادة وصنّاع القرار بالإضافة إلى أبرز المساهمين في نظم وسياسات الصحة العالمية من رؤساء دول ووزراء وأكاديميين ومفكرين، إلى جانب رواد الأعمال ذوي التأثير في هذا المجال، وذلك بغية تشجيع دول العالم على تبنّي حلول عملية ومبتكرة ومستدامة في التغلب على التحديات التي يواجهها العالم في مجال الرعاية الصحيّة.
يهدف مؤتمر ويش إلى تشجيع التعاون والابتكار في السياسات الصحيّة والنظم الصحيّة وتقديم الرعاية الصحيّة من أجل ردم الفجوة بين المعرفة النظرية والممارسات العملية في حقلي الطب والرعاية الصحيّة.
تتواءم أهداف مؤتمر “ويش” مع الرسالة والرؤية السامية التي ترنو إليها مؤسسة قطر وكذا مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، وتسعى في الوقت نفسه إلى إبراز دور دولة قطر المتنامي كأحد المراكز الرائدة المعنية بالابتكار في مجال الرعاية الصحيّة. ولما كانت دولة قطر تتبوأ صدارة جهود الإصلاح في مجال الرعاية الصحيّة، فقد نجحت مؤسسة قطر في إطلاق حزمة من المبادرات الواعدة والقيمة والفريدة في مجال البحوث الصحيّة بما في ذلك إقامة شراكات مع كليّة طب وايل كورنيل، وبنك قطر البيولوجي، ومركز قطر للجراحة الروبوتية، ومركز قطر لبحوث القلب والأوعية الدموية، وبنك فيرجن للصحة، ومركز السدرة للطب والبحوث.
لمزيد من المعلومات عن مؤتمر ويش، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.wish-qatar.org/
٥. نبذة عن مؤسسة قطر – إطلاق قدرات الإنسان
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منظمة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الموارد الطبيعية الناضبة إلى اقتصاد المعرفة من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله. تأسّست مؤسسة قطر سنة ١٩٩٥ بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارتها.
وتسعى مؤسسة قطر لتحقيق مهمتها الاستراتيجية التي تقوم على ثلاث ركائز هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاع حيوي للتعليم يمكنه جذب واستقطاب أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قطر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفة. كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضاً في إنشاء مجتمع متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.
للإطلاع على كافة مبادرات مؤسسة قطر ومشاريعها، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.qf.org.qa
لمزيد من المعلومات عن مؤسسة قطر، يرجى الاتصال بمكتبنا الصحفي على البريد الإلكتروني: pressoffice@qf.org.qa
More أخبار
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشهد افتتاح قمة “ويش” 2024 التابعة لمؤسسة قطر
اقرأ أكثر...مؤتمر “ويش” يعلن عن القائمة المختصرة لجوائز الابتكار العالمي في الرعاية الصحية
اقرأ أكثر...متحدثون بارزون يتناولون التحديات الصحية العالمية في قمة ويش 2024
اقرأ أكثر...