حلول مبتكرة للقضاء على مرض السل بين اللاجئين والمهاجرين
لا يزال مرض السل أحد أكثر الأمراض المعدية تفشياً على مستوى العالم، حيث يتسبب في إصابة الملايين ويؤدي إلى وفاة العديد منهم كل عام. ففي عام 2022، أصيب ما يقدر بنحو 10.6 مليون شخص بمرض السل على مستوى العالم، كما فقد حوالي 1.3 مليون شخص حياتهم بسبب هذا المرض القابل للوقاية منه وعلاجه. يضطر المهاجرون واللاجئون و غيرهم من السكان المتواجدين في أوضاع إنسانية طارئة لمواجهة تحديات صحية هائلة، مثل الفقر، وأماكن السكن المكتظة، وسوء التغذية، وصعوبة الوصول والحصول على الخدمات الصحية، وهي جميعها عوامل تسهم في تفشي مرض السل . ففي عالم يشهد تصاعداً في عدم الاستقرار الجغرافي السياسي، يمثل مرض السل معضلة بالنسبة لجميع بلدان العالم. ومن أجل تخليص العالم من مرض السل بصفته أزمة صحية متفشية، تتطلب الجهود العالمية والإقليمية والقُطرية التوصل إلى حلول مبتكرة تركّز على احتياجات الأفراد وتستند إلى الأدلة. حيث تسعى استراتيجية منظمة الصحة العالمية للقضاء على السل إلى تقليص الوفيات، وتقليل حالات الإصابة، والقضاء على اشكال المعاناة والتكاليف الفادحة. يتناول هذا التقرير أبرز التحديات الحالية والإجراءات المقترحة للتصدي لمرض السل بين المهاجرين واللاجئين والنازحين داخلياً والعمال المهاجرين، ويقدم رؤى حول كيفية الوقاية منه والسيطرة عليه بفعالية.
الدكتورة تيريزا كاسايفا، الحائزة على شهادة الطب والدكتوراه، تشغل منصب مدير البرنامج العالمي لمرض السل في منظمة الصحة العالمية. وقد قادت منذ عام 2018 جهود منظمة الصحة العالمية في تطوير المعايير والسياسات العالمية للوقاية من السل وعلاجه، بما فيها تقديم الدعم الفني على ثلاثة مستويات للدول من خلال شبكة الخبراء الفنيين التابعة للمنظمة، ومراقبة مؤشرات انتشار السل عالميًا، وتعزيز البحث والابتكار في مجال مكافحة السل، وتقوية التعاون السياسي عبر قطاعات مختلفة، وتعزيز المسؤولية والدعوة للقضاء على مرض السل. كما أنها تتعاون بشكل وثيق مع عدد من الجهات المعنية وتشمل الدول الأعضاء في المنظمة، والمجتمع المدني، والشركاء الوطنيين والدوليين. تمتلك الدكتورة كاسايفا أكثر من 30 عامًا من الخبرة في مجال الصحة العامة، حيث قادت الكثير من الجهود المبتكرة لمكافحة الأمراض التي تشكل عبئًا على المجتمعات، بما فيها السل، وقد عملت لأكثر من عقد من الزمان في وزارة الصحة في الاتحاد الروسي.