ويش” ينظم الدورة الثانية من “البرنامج الأكاديمي العالمي للقيادات الشابة في قطاع سلامة المرضى
مبادرة مؤسسة قطر تدرّب أكثر من 250 من طلاب الطب ومقدمي الرعاية الصحية حتى اليوم
اختتم مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) الدورة الثانية من “البرنامج الأكاديمي التدريبي العالمي للقيادات الشابة العاملة في قطاع سلامة المرضى”، التي أقيمت بالتعاون مع وزارة الصحة العامة في قطر ومؤسسة “ميدستار هيلث” الأمريكية خلال الفترة بين 3 و7 أكتوبر 2017، في المدينة التعليمية بالدوحة، قطر.
يهدف هذا البرنامج التدريبي إلى تشجيع التواصل الفعال والشفاف بين مقدمي الرعاية الطبية والمرضى، من أجل الحد من احتمال إلحاق الضرر بالمريض خلال تلقيه خدمات الرعاية الصحية. ويتضمن البرنامج أنشطة تدريبية مختلفة، والعديد من دراسات الحالة والتدريبات العملية.
واستفاد من أنشطة البرنامج أكثر من 250 من طلاب الطب ومقدمي الرعاية الصحية، ممن شاركوا في النسخة الأولى والثانية من البرنامج اللتين نظمتهما “ويش” حتى الآن. وجدير بالذكر أن النسخة الأولى من البرنامج أقيمت في شهر مارس 2016، واستمرت لمدة 5 أيام.
وتقول مها العاكوم، مسؤول الأبحاث وتطوير السياسات في “ويش”: “توجد مجموعة كبيرة من الأدلة القوية التي تثبت أن التعاون بشكل فاعل بين مقدمي الرعاية في سبيل تحسين التنسيق والتواصل ينعكس إيجاباً على صحة وسلامة المرضى، وجودة خدمات الرعاية. واليوم، وللعام الثاني على التوالي، قام البرنامج الأكاديمي التدريبي العالمي للقيادات الشابة العاملة في قطاع سلامة المرضى بتدريب الجيل الجديد من مقدمي خدمات الرعاية الصحية، من خلفيات متنوعة، بهدف سد الفجوة بين البحوث والممارسة العملية”.
أما السيدة هدى عامر الكثيري، مدير إدارة جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى بالوكالة في وزارة الصحة العامة، فقالت: “تفخر وزارة الصحة العامة في قطر بالمشاركة في رعاية البرنامج الأكاديمي التدريبي العالمي للقيادات الشابة العاملة في قطاع سلامة المرضى 2017. وكلي ثقة بأن المشاركين سيقودون مسيرة التغيير في المستقبل نحو المزيد من التحسين في سلامة المرضى. ونحن جميعاً يجب أن نعمل لتحقيق هذا الهدف، وآمل أن يختتم المشاركون هذا التدريب مزودين بالمعرفة التي بإمكانهم مشاركتها، والمساهمة في تجنب الإضرار بالمرضى، وهو ما سينعكس في النهاية على تعزيز نظام الرعاية الصحية في قطر”.
وكان من بين المشاركين في البرنامج طلاب العلوم الصحية في كل من جامعة وايل كورنيل للطب – قطر، وجامعة كالجاري في قطر، وكلية شمال الأطلنطي في قطر، وجامعة قطر، إلى جانب موظفين من وزارة الصحة العامة في قطر، وخبراء من مؤسسة حمد الطبية، ومركز السدرة للطب والبحوث.
ينقسم البرنامج التدريبي إلى مرحلتين، تستهدف الأولى أعضاء هيئة التدريس من أساتذة الطب، وتناولت كيفية تعليم الطلاب أفضل ممارسات سلامة المرضى ، وأهمية التعاون والتواصل المفتوح مع مرضاهم، ومع بعضهم البعض، للحد من إمكانية حدوث أخطاء طبية.
أما المرحلة الثانية فتستهدف الطلاب، وعملت على تزويدهم بالاستراتيجيات والأساليب التي يمكنهم استخدامها للحد من الضرر الذي قد يلحق بالمرضى، وذلك من خلال مجموعة من التدريبات العملية والتفاعلية. واستمع الطلاب إلى المتحدثين من مؤسسة “ميدستار هيلث” الذين تحدثوا عن الدروس المستفادة من أفضل الممارسات في التخصصات الأخرى لتشجيع التعاون في المستقبل.
وأشارت المشاركة إلهام حاشي، وهي ممرضة سابقة تشغل حالياً منصب مدير الحالات في مركز السدرة للطب والبحوث، إلى أن هذا التدريب كان له دور كبير “في التوعية بمخاطر السلامة في مجال الرعاية الصحية، وأسباب حدوثها. كما وفر لنا الأدوات المناسبة لنشر ثقافة السلامة من خلال الإدراك، ومعالجة الحالات الطبية والتواصل بشفافية، إلى جانب إدراج السلامة ضمن الممارسات السريرية اليومية عند التعامل مع المرضى وأسرهم”. وأضافت قائلة: “تناول البرنامج التدريبي أيضاً موضوعا ًمُهماً للغاية، ألا وهو “تقرير الحادث”، الذي يتيح للمؤسسات التعلم من الأخطاء الطبية في حال حدوثها، من أجل تعزيز سلامة المرضى في أنظمة الرعاية الصحية”.
أما الدكتور ديفيد ماير، نائب الرئيس للجودة والسلامة في شركة “ميدستار هيلث”، فعلّق بالقول: “تعتبر سلامة المرضى والأخطاء الطبية التي يمكن الوقاية منها شأناً عالمياً. وما قام به مؤتمر “ويش”، من خلال الشراكة مع شركة ميدستار هيلث، هو تطبيق نموذج سلامة المرضى في دولة قطر، وهو نموذج من شأنه تغيير العالم إذا جاز التعبير. ويقوم هذا البرنامج بتوعية الجيل القادم من قادة الرعاية الصحية حول كيفية توفير رعاية صحية وطبية آمنة ، سواء كان هؤلاء القادة طلاباً للطب، أو أطباء، أو أعضاء في هيئة التدريس في جامعات الطب ويمارسون هذا العمل منذ 10 أو 15 عاماً”.
وأضاف الدكتور ماير: “يتعرض العديد من المرضى حول العالم لأضرار غير مقصودة من مقدمي الرعاية الصحية بسبب القصور في النظام أو الإجراءات أو لمجرد أننا لم نتدرب على الأدوات والسلوكيات التي أثبتت نجاحها في الحد من المخاطر اللاحقة بالمرضى. وإذا عملنا معاً، وطبقنا هذا الأدوات والتقنيات ضمن بيئة عملنا، سيكون بإمكاننا خفض معدلات الضرر الطبي الذي يمكن الوقاية منه حتى تنعدم تمامًا”.
ويعتبر “البرنامج الأكاديمي التدريبي العالمي للقيادات الشابة العاملة في قطاع سلامة المرضى” امتداداً للجهود التي يبذلها مؤتمر “ويش” بهدف تحسين صحة المرضى حول العالم. إذ قدّم “ويش” تجربة رائدة في مجال سلامة المرضى، عام 2013، في إطار منتدى البحوث الذي يتولى قيادته البروفيسور بيتر جي برونوفست، مدير معهد أرمسترونغ لسلامة المرضى والجودة في مؤسسة جونز هوبكنز الطبية بالولايات المتحدة الأمريكية، ونائب رئيس أول لسلامة المرضى والجودة.
كما أطلق مؤتمر “ويش”، إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر، برنامج تسريع الرعاية الصحيّة الأكثر سلامة التابع لشبكة الأنظمة الصحية القيادية بالشراكة مع جامعة إمبريال كوليدج لندن. ومؤخراً، قدّم مؤتمر “ويش” تقريراً شاملاً عن شبكة الأنظمة الصحية القيادية تم تضمينه في تقرير 2016، وتقديمه أمام القمة العالمية الثانية لسلامة المرضى التي عُقدت بمدينة بون الألمانية في مارس الماضي.
يمكن الاطلاع على تقرير ويش 2016، الذي يحمل عنوان “التعلم من مبادرات التعاون الدولي: الدروس المستفادة من شبكة الأنظمة الصحية الرائدة” من خلال الرابط: http://www.wish-qatar.org/research-ar/leading-health-systems-network-ar/leading-health-systems-network-ar.
More أخبار
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشهد افتتاح قمة “ويش” 2024 التابعة لمؤسسة قطر
اقرأ أكثر...مؤتمر “ويش” يعلن عن القائمة المختصرة لجوائز الابتكار العالمي في الرعاية الصحية
اقرأ أكثر...متحدثون بارزون يتناولون التحديات الصحية العالمية في قمة ويش 2024
اقرأ أكثر...