مؤتمر “ويش” يؤكد أهمية تبنّي رؤية واضحة وإعداد معايير جديدة لمواجهة تحديات الرعاية الصحية
يختتم مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، والذي أطلقته مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مساء اليوم أعمال نسخته السنوية الأولى. ونجع المؤتمر خلال يومي انعقاده، في توفير منصة جذابة وفريدة لصنّاع السياسات والخبراء بهدف المشاركة والتعلّم عن أحدث المستجدات الدولية، ومناقشة الاساليب والحلول المبتكرة لمجابهة التحديات التي تواجه قطاع الرعاية الصحية حول العالم.
وفي اليوم الختامي، كشفت دراسة “الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة” التي نشرت على هامش المؤتمر، بأن نشر أفكار جديدة في مجال الرعاية الصحيّة يستدعي من الحكومات ومؤسسات الرعاية الصحيّة تبنّي رؤية واضحة عمّا يمكن تحقيقه، وإعداد معايير جديدة، والقضاء على طرق العمل القديمة، بيدَ أن معظم الدول لا ينفّذ هذه التدابير.
وحددت الدراسة التي تعد الأولى من نوعها، العوامل البيئية والسلوكية التي تعجّل استيعاب التقدم في مجال الرعاية الصحيّة. وبحسب هذه الدراسة، فأن البلدان التي شملتها الدراسة أظهرت بوجه عام أداءً جيداً في تحديد أبطال التغيير، وإشراك المرضى، ومعالجة شواغل الأطباء. غير أن أداء سبعة من أصل البلدان الثمانية كان ضعيفًا في التخلص من طرق العمل القديمة، وتكييف الابتكارات مع الظروف المحلية، وإيجاد الزمان والمكان للتعلّم.
وتحدث البروفسور اللورد دارزي، مدير معهد الابتكار في الصحة العالمية بجامعة إمبريال كوليدج في لندن والرئيس التنفيذي للمؤتمر، قائلاً: “ينبغي تغيير جميع الخدمات الصحيّة لمواجهة مشاكل الشيخوخة، والأعباء المتزايدة للأمراض المزمنة، والضغوط الاقتصادية. نحن بحاجة إلى حلول مبتكرة لهذه المشكلات، لكن الحاجة الأكثر أهمية هي أن نتعلم سبل نشرها بما يسهل استيعابها وتعميمها. وتقدم لنا هذه الدراسة الرائدة التي رعتها مؤسسة قطر فرصة فريدة للإطلاع على ماهيّة أنظمة الرعاية الصحيّة في هذه الدول، ما يسمح لها بنشر الابتكار بنجاح بهدف إلهام دول أخرى في جميع أنحاء العالم لاعتماد أفضل الطرق والأفكار”.
بدوره، أكد المهندس سعد المهندي، رئيس مؤسسة قطر، بالقول: “يُعتبر تعزيز الابتكار في مجال الرعاية الصحيّة في قطر والخارج جزءاً لا يتجزأ من طموح مؤسسة قطر في أن تصبح مركزاً عالمياً للتميز في مجال الممارسة الطبية، والتعليم، والبحوث. وقد وفّر المؤتمر منصة لذلك، مانحاً البلدان من مختلف بقاع العالم فرصة فريدة لتبادل المعلومات والتعلّم من نجاحات الآخرين. ونحن نرغب في الاعتماد على ذلك في السنوات المقبلة بحيث نعمل معاً لاكتشاف طرق جديدة تتصدى لتحديات الصحة العامة عالمياً وتحسّن حياة ملايين الناس في العالم”.
هذا وقد شهد المؤتمر في يومه الثاني مشاركة كل من السيد جون دينين، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة جنرال إلكتريك للرعاية الصحيّة، وسارة براون، الرئيس المؤسس لتحالف الأعمال العالمي للتعليم، وأحد مؤسسي مبادرة “عالم في المدرسة”. كما شارك خبراءٌ بارزون في ثلاث جلسات نقاشٍ أخرى عن الرعاية المسؤولة، والسمنة، ورعاية المرضى في مرحلة الاحتضار، حيث درسوا بعض أكثر الحلول ابتكاراً من جميع أنحاء العالم.
وناقشت “الجلسة العامة للابتكار” التطورات الجديدة المثيرة في مجال التكنولوجيا والإدارة والممارسة الطبيّة في سياق احتياجات الرعاية الصحيّة عالمياً.
وعلّق اللورد دارزي ملخصاً المؤتمر: “يُعتبر توفير رعاية صحية عالية الجودة باستمرار وبأسعار معقولة تحدياً عالمياً بحلول محليّة. ويحدونا الأمل بأن نكون قد ألهمنا الوفود المشاركة لدراسة الأفكار التي طرحها مؤتمر ويش واستباط حلول تلائم متطلبات الرعاية الصحيّة الوطنية في بلدانهم. وقد مهّد مؤتمر ويش الطريق لبداية حقبةٍ جديدة في مجال سياسات الرعاية الصحيّة العالمية تُستبدل فيها التحسينات التدريجية والتقدمات المتفرقة بتعاون وابتكار منهجي”.
انتهى
ملاحظات إلى المحررين
- يستفيد الحدث من الرعاية الماسية لمركز السدرة للطب والبحوث، وبنك قطر الوطني، وشركة قطر للبترول.
- يمكن الإطلاع على تقرير “الانتشار العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة” على الموقع الإلكتروني: http://www.wish-qatar.org/reports/2013-reports
- احدث الابتكارات المشاركة
مركز هيليكس Helix :توضح هذه المبادرة بين الكلية الملكية للفنون والكلية الإمبراطورية في لندن نهجًا حقيقيًا متعدد التخصصات في معالجة التحديات الصحيّة، والجمع بين خبرات التصميم والمعرفة السريرية لإيجاد حلول مبتكرة تعمل من أجل المرضى. على سبيل المثال، صمم المشروع سيارة إسعاف جديدة مبتكرة تدمج مرافق المعالجة مع التشخيص وأحدث المعدات.
أوبيريشن هيرنيا Operation Herniaتوفر هذه المنظمة غير الربحية فرصًا تعليمية للجراحين في المناطق الريفية، وكانت رائدة في استخدام ناموسيات البعوض في جراحة إصلاح الفتق الإربي لقاء جزء صغير من تكلفة الشبكات الجراحية التقليدية. ومع أن الناموسية أرخص بمقدار ٤٠٠٠ مرة، إلا أنها أثبتت فعالية كبيرة.
http://www.operationhernia.org.uk
SalaUno: يقدم هذا المشروع النموذجي، ومقره المكسيك، خدمات بأسعار معقولة وجودة عالية في مجال رعاية العيون، ويركز على السكان ذوي الدخل المنخفض والمتوسط عبر مسارات اقتصادية وارتفاع الحجم ووفورات الحجم مع تنفيذ أكثر من ٢٠٠٠ عملية جراحية مبتكرة حتى الآن.
http://healthmarketinnovations.org/program/salauno
منقي المياه Solvatten يحول منقي المياه هذا، القابل للنقل ويتسع لعدد ١١ لتر ويعمل بالطاقة الشمسية، المياه غير الآمنة إلى مياه صالحة للشرب في وعاء بسيط في فترة زمنية تتراوح بين ٢ إلى ٦ ساعات. وتستخدم هذه الحاويات الصالحة لإعادة الاستخدام والمستدامة، التي طورت في السويد، في جميع أنحاء العالم اليوم، وتساعد على منع اعتلال الصحة وتقلل من الأثر الاقتصادي لهذه الأمراض على الأسر ذات الدخل المنخفض.
صحة أسرية واحدة:يحسن هذا النموذج المبتكر الحصول على الأدوية الأساسية والرعاية الصحيّة الأساسية وخدمات الوقاية للأطفال والأسر في البلدان النامية عبر توفير الصيدليات الصغيرة والعيادات مع التثقيف الصحي وخدمات الوقاية لتوفير العلاج للأمراض القاتلة الشائعة.
Riders4Health :تحشد هذه المبادرة المجتمعية العاملين في الصحة المجتمعية على دراجات نارية وفرق صحيّة بسيارات الدفع الرباعي 4x4s في سبيل توفير فرص الحصول على الوقاية والعلاج والرعاية في حالات الطوارئ للناس في المناطق التي يصعب الوصول إليها في إفريقيا.
Operation ASHA:تجعل هذه المبادرة علاج السل متوفرًا للمرضى الأكثر حرمانًا، بتوظيف مستشارين غير طبيين لمراقبة المرضى وأخذ العلاج إلى منازل المرضى في المناطق المحرومة. عبر تعبئة المجتمعات المحلية وتعزيز التعليم والتعلم، وصلت المبادرة إلى ٤,٩ مليون أسرة، وأكثر من ٢٠٥٣ قرية وحياً فقيراً في الهند وكمبوديا، مما أدى إلى الحد من الأمراض المعدية ووفيات الرضع والأمهات.
دراجة الإسعاف eRanger هي دراجة نارية متينة ومتعددة الاستخدامات تستخدم في جميع أنحاء الهند وإفريقيا ومصممة لتمكين الوصول عبر تضاريس وعرة لإيصال المرضى والبضائع بأمان وسلامة. وهي عبارة عن دراجة نارية مع عربة مقطورة جانبية أو خلفية لنقل البضائع وهي رخيصة نسبياً ومتينة وسهلة الصيانة. وأثبتت دراجة الإسعاف “eRanger” أنها مثالية للاستخدام من قبل السكان المحليين، وقد جرى تجربتها واختبارها في أصعب الظروف، حيث أثبتت متانتها الشديدة وموثوقيتها وأنها تحدث بالفعل تأثيرًا إيجابيًا في مختلف أنحاء العالم.
Sleepio هذا الهاتف الذكي التفاعلي مصمم للاستفادة من العلاج السلوكي الإدراكي لتدريب الناس على استخدام التقنيات التي تعالج العوامل الإدراكية المرتبطة بالأرق والتغلب على القلق وغيره من المشاعر السلبية التي تصاحب تجربة عدم القدرة على النوم. ويتحقق ذلك باستخدام منصة مبتكرة لتطبيق الهاتف الذكي وبرنامج علاج هادف مدته ١٢ أسبوعًا.
الرعاية الصحيّة الأولية 101 (PACK)
وضعت وحدة ترجمة المعارف في جامعة كيب تاون مجموعة تضم مبادئ توجيهية مستندة إلى الأدلة والسياسات بالإضافة إلى تدريب في الموقع ثبت في تجارب عشوائية أنه يحسن رعاية المرضى الذين يراجعون عيادات الرعاية الأولية في المناطق الريفية في جنوب إفريقيا.
http://www.knowledgetranslation.co.za/content/programmes_101.html
تركيب ركبة اصطناعية/قدم جابور (Remotion knee / Jaiper foot)تجمع هذه المبادرة الابتكارات التكنولوجية والعملية لتوفير تركيب أطراف اصطناعية بتكلفة منخفضة في الدول المتقدمة.
ALiVE – إعلام متخصص (Immersive media)بالاستفادة من التقدم التكنولوجي في مجال السينما والألعاب والهاتف المحمول وتكنولوجيا الشبكات، تبحث ALiVE عن أشكال جديدة من التجارب ثلاثية الأبعاد والتفاعلية. وهذا يشمل أشرطة فيديو مثيرة وتشاركية في التثقيف الصحي من أجل تعلم ينطوي على تأثير كبير.
http://alive.scm.cityu.edu.hk/
Bleep Bleep:يوفر هذا الحل الذي يركز على التصميم ومحوره المريض سلسلة من الأدوات الصغيرة المرتبطة رقميًا لتربية الأطفال مثل أجهزة قياس درجة الحرارة والحركة، USS. BleepBleeps هم شخصيات صغيرة يساعدونك على الحمل والولادة والعناية بطفلك وتربيته. تتصل كل شخصية بتطبيق BleepBleeps على هاتفك لتعطيك إرشادات ومعلومات بسيطة تسهل تربية الأطفال.
الصحة البدنية عبر الهاتف الذكي:من خلال هذه التكنولوجيا المتنقلة، توفر أجهزة الهاتف الذكي والتطبيقات الداعمة معلومات سريرية تتراوح بين قياسات بسيطة كوزن الجسم وضغط الدم ومعدل ضربات القلب وتشبع الأكسجين في الدم إلى قراءات أكثر تعقيدًا كتخطيط القلب الكهربائي والتصوير بالموجات فوق الصوتية.
تسهل هذه الأجهزة جمع البيانات السريرية – بل ويمكن تمكين المرضى من جمع القياسات الخاصة بهم – وتوفير وقت مقدمي الخدمات لإجراء المزيد من تحليل النتائج ووضع خطط العلاج، ما يفيد الأطباء ومرضاهم على حد سواء.
http://www.smartphonephysical.org/
جهاز تخطيط بالموجات فوق الصوتية GE vScanvScan هو جهاز تخطيط بموجات فوق صوتية محمول باليد بحجم الجيب يمكَن أخصائيي الرعاية الصحيّة من فحص المرضى وأجسادهم أثناء اختبار بدني. ويساعد هذا الجهاز المحمول ذو التكلفة المعقولة في تمكين الأطباء في الدول ذات الدخل المنخفض والمرتفع. وهو يقلل من الحاجة لإحالات غير ضرورية ويمكن أن يسرع التشخيص للمرضى الذين لا يتاح لهم الوصول الدائم لهذه التقنيات. وقد تم استخدامه في مجالات مثل أمراض القلب ورعاية الأمومة.
الرعاية المسؤولة
إن تكاليف الرعاية الصحيّة في العالم آخذةٌ بالارتفاع بوتيرة أسرع من مقدرة البلدان على مجاراتها. ويتمثل التحدي في كيفية إبطاء نمو النفقات مع تحسين جودة الرعاية.
نحن بحاجة إلى تحول جذري في طريقة تقديمنا للرعاية وتسديد ثمن خدماتها بهدف تشجيع الابتكار، وتحسين الكفاءة، وتوفير النفقات. ويتعين على مفوضي الرعاية الصحيّة تحويل تركيزهم من تقديم الخدمات (عدد العمليات التي يجريها المستشفى) إلى تحسين النتائج (عدد المرضى الذين تحسنت حالتهم مع مساءلة المستشفيات وغيرها من المزودين عن أدائهم).
وضعت سنغافورة منذ عام ٢٠٠٨ برنامجاً للرعاية المنزلية للمرضى المصابين بأمراض عضال وأنشأت “منزلاً طبياً مجتمعياً” لمن يعاني من أمراض مزمنة، ما أدى إلى تخفيض معدل إعادة الدخول إلى المستشفى بنسبة ٤٠ في المائة، وتوفير ١١ مليون دولار، وتخفيض عدد حالات الحوادث والطوارئ إلى النصف. وقد تحسنت النتائج، وتراجعت كمية العلاج المقدم.
وفي السويد أيضاً، أصبح ٦٠ في المئة من مرضى غسيل الكلية في مستشفى ريهوف يقومون بغسل الكلية في منازلهم، مقللين بذلك نسبة إشغال الأسرة، وموفرين وقت الأطباء، ناهيك عن تحسن النتائج وتراجع الآثار الجانبية للعلاج.
وتقول لجنة الخبراء إنّ على الحكومات البدء بالإنفاق على النتائج ومساعدة التعاون بين المؤسسات، وهو ما قد يعني الحدّ من الخيارات والمنافسة.
البيانات الضخمة والرعاية الصحيّة
لقد ثبتت صعوبة ترجمة التقدم المحرز في العلوم الطبيّة إلى طرق علاج جديدة بسبب التباين الهائل في سلوك البشر.
ويمكننا من خلال رصد تدفق البيانات المتولدة عن الأدوات الكهربائية التي نعتمد عليها (بدءاً بالهواتف المحمولة وانتهاءً ببطاقات الولاء) الحصول على صورة أكثر اكتمالاً من أيّ وقتٍ مضى. فقد رسم باحثون أمريكيون في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا خريطة لحرمهم الجامعي تظهر الأماكن الخطرة التي يرتفع فيها احتمال التقاط عدوى من خلال تتبع الهواتف المحمولة لأشخاص قالوا خلال مقابلة معهم إنهم عانوا من رشح أو إنفلونزا.
وتصدى باحثون من لاهور في باكستان لتفشٍ خطير لمرض حمى الضنك من خلال تحديد المناطق التي ترتفع فيها الإصابات في المدينة واستخدام الهواتف المحمولة لتحديد مواقع برك المياه الراكدة التي أزيلت فيما بعد أو مُلئت بالأسماك التي تلتهم يرقات البعوض. لكنّ “التنقيب عن الواقع”، أي تتبع فتات الخبز الرقمية التي تخلّفها أجهزتنا الإلكترونية (والتي تعرف جميعها باسم “البيانات الضخمة”)، يدق ناقوس الخطر لأنه يشير إلى حدوث اقتحام لحياتنا الخاصة على نطاق واسع.
وتدعو لجنة الخبراء إلى وضع ميثاقٍ دولي يعزز تبادل البيانات لصالح الصحة العالمية مع إعداد سياسات محدَّثة عن خصوصية وملكية البيانات.
الصحة النفسية
يؤثر المرض النفسي على مئات الملايين من الناس في العالم، بيدَ أنه أيضاً أحد أكثر القضايا إهمالاً في مجال الصحة العالمية، إذ لا يُنفق على علاج مشاكل الصحة النفسية والوقاية منها إلا ٢ في المئة من موازنة الصحة في معظم البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ويتمثل أحد أكبر التحديات في كيفية تلبية الطلب على الرعاية الصحيّة النفسية بموارد محدودة. فقد عولج ١,٧ مليون مريض في المملكة المتحدة من قبل معالجين نفسيين مدربين خصيصاً بهدف استكمال الخدمة التي يقدمها الأطباء. وقد تحسن الثلثان، وموّل هذا الحل نفسَه بنفسه من خلال تخفيض عدد غير القادرين على العمل الذين يتلقون تعويضات خلال فترة مرضهم.
أما في تشيلي، فقد حسّنت خطة لتحسين طرق تشخيص وعلاج الاكتئاب بالتعاون بين أطباء نفسيين وأطباء الرعاية الأولية معدل الشفاء من ٣٠ إلى ٧٠ في المئة وأثبتت فعاليتها من حيث التكلفة.
وتُسخّر بعض الدول التكنولوجيا الجديدة لتوسيع تغطية الأطباء النفسيين. ففي أستراليا، بلغ معدل الشفاء في صفوف أكثر من ٧٠٠٠ مريض استخدموا “العلاج السلوكي المعرفي” عبر الإنترنت ٣٠ في المائة، وهذه الطريقة أرخص بعشر مرات من العلاج وجهاً لوجه.
وتدعو لجنة الخبراء لبناء قوى عاملة متنوعة خاصة بالصحة النفسية باستخدام التكنولوجيا الجديدة لزيادة التغطية ولتحديد المشاكل ومعالجتها مبكراً.
رعاية المرضى في مرحلة الاحتضار
يُعتبر الموت والاحتضار موضوعين محرّمين في العديد من الدول. وفي كل عام، يحتاج أكثر من ١٠٠ مليون مريض مصاب بمرض عضال لرعاية تلطيفية لكنْ لا يحصل عليها إلا أقل من ٨ في المئة منهم. وترقى هذه المعاناة التي لا مبرر لها في السنة الأخيرة من عمر المريض إلى مأساة عالمية.
وتقول لجنة الخبراء بضرورة تبنّي الدول إستراتيجيات وطنية لرعاية المرضى في مرحلة الاحتضار، وجعل الرعاية التلطيفية جزءاً من الرعاية الصحيّة، ورفع القيود عن وصف العقاقير الأفيونية للمصابين بمرض عضال.
في عام ٢٠٠٧ وضعت كولومبيا سياسة وطنية عقب ورشة عمل حدّد فيها أخصائيون في العناية بالآلام المشاكل، ما أدى إلى مضاعفة مبيعات عقاقير المورفين ثلاث مرات في غضون ثلاث سنوات.
وفي أوكرانيا، يحتاج نحو ٥٠٠٠٠٠ مريض لرعاية تلطيفية كل عام، ولكن لا يوجد هناك سوى ٩ دور للعجزة تتسع لنحو ٦٥٠ مريضًا. وفي مايو ٢٠١٣، خففت الحكومة من القوانين التي كانت تنص على ضرورة توقيع 4 أطباء على الوصفة الطبية للحصول على عقاقير قوية، وسمحت للمرضى بالاحتفاظ بما يكفيهم من العقاقير الأفيونية مدة ١٥ يوم في المنزل.
وفي كيرالا، الهند، تم بناء شبكة من المتطوعين تقدم الرعاية الصحيّة في المنازل. وتعتبر الولاية “منارة أمل” حيث تقدم ثلثي إجمالي خدمات الرعاية التلطيفية في الهند على الرغم من أن عدد سكانها لا يتجاوز ٣ في المائة من سكان البلاد. وتقول لجنة الخبراء إنه في الأماكن التي يكون فيها الوصول إلى الطب الغربي محدودًا، ينبغي السعي للحصول على مساعدة المعالجين التقليديين.
مقاومة مضادات الميكروبات
إننا نخسر المعركة ضد المرض لأن الميكروبات تصبح أشدّ مقاومة. وما لم نتخذ خطوات فعلية لمواجهة هذه الزيادة في مقاومتها خلال السنوات القليلة القادمة، سيصبح إجراء عمليات جراحية مألوفة مثل استبدال مفصل الورك أمرًا شديد الخطورة.
تقول السيدة البرفيسورة سالي ديفيز، رئيسة إدارة الخدمات الطبية في انجلترا ورئيسة المنتدى: “المعلومات التي اطلعت عليها أثارت هلعي – ليس فقط كطبيبة بل كأم وزوجة وصديقة أيضًا”. فأكثر من ٥٠٠,٠٠٠ شخص يموتون سنويًا في العالم نتيجة عدوى ناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات. ويدعو المنتدى إلى تشريعات أشد حزمًا للحدّ من استخدام المضادات الحيوية للإنسان والحيوان، وتقديم حوافز لتطوير أدوية جديدة، وبناء تعاون دولي لمراقبة انتشار المتعضيات المقاومة بهدف تخفيض هذا “العدد المهول” من الوفيات في جميع أنحاء العالم.
يستخدم أكثر من ٧٠ في المئة من المضادات الحيوية الموجودة للحيوانات، وثلاثة أرباع هذا الاستخدام يكون بغرض تحريض النمو. وترى لجنة الخبراء ضرورة حظر هذا الاستخدام غير العلاجي. ويمكن للتمنيع أن يساعد – فلقاح سمك السلمون في النرويج خفّض استخدام المضادات الحيوية بنسبة ٩٨ في المئة.
لقد تراجع عدد الشركات الدوائية التي تطوّر المضادات الحيوية بشكل دراماتيكي من ١٨ عام ١٩٩٠ إلى ٥ فقط حاليًا. ولذلك ترى لجنة الخبراء بضرورة النظر في زيادة الأسعار، وزيادة مدة براءات الاختراع وتحسين دخل المخترعين.
السمنة
السمنة وباءٌ عالمي يسبب ثلاثة ملايين حالة وفاة سنويًا. بل إنه عاملٌ رئيسي في أمراض القلب والسكتة الدماغية، والسكري من النوع ٢ وبعض أنواع السرطان.
ومن المتوقع أن تزداد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض غير المعدية بنسبة ٧٧ في المئة بين عامي ١٩٩٠ و ٢٠٢٠، مما يهدد بإزالة ٥٠ عامًا من المكاسب على صعيد زيادة متوسط العمر المتوقع، ويمارس ضغطًا هائلًا على النظم الصحيّة الوطنية.
إن قضية تخفيض السعرات التي نتاولها وزيادة النشاط البدني تتجاوز الجانب الصحي لتمتد إلى قطاعات التعليم، وتجارة التجزئة، والزراعة، والمصارف. فقد أظهرت دراسة استمرت ١٢ سنة وقارنت بين بلدتين، قامت إحداهما بإشراك المدارس والأهالي والمجتمع المحلي ووسائل الإعلام في مواجهة مشكلة السمنة، انخفاضًا كبيرًا في معدلاتها قياسًا بالبلدة الأخرى موضوع المقارنة. وجرى منذ ذلك الوقت تعميم المبادرة على ٢٧٥ بلدة ومدينة أوروبية.
وحقق برنامج اجتماعي يعمل في الشرق الأوسط وأستراليا ونيوزيلاندة والولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة تخفيضات كبيرة في قياس قُطر الخصر. ويستخدم البرنامج، واسمه “فكر بممارسة التغذية بنفسك”، كوادر مدربة تقدم للأُسر التي تريد تغيير عادات أطفالها في تناول الطعام دروسًا مدتها تسعة أسابيع حول الحياة النشيطة والغذاء الصحي.
وتقول لجنة الخبراء أن وزراء الصحة يجب أن يدعموا محاربة السمنة علنًا، ويتبنوا أهدافًا ملموسة لتغيير النظام الغذائي والنشاط البدني، ويضعوا معايير لتصنيف الأطعمة وإرشادات عامة غذائية.
إصابات حوادث السير
يموت كل عام أكثر من مليون شخص نتيجة حوادث السير التي تسبب أيضاً ملايين الإصابات. ومن البلدان الأشد تأثرًا الاقتصادات الشرق أوسطية النامية بسرعة – ففي دولة قطر، يتجاوز عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير تلك الناجمة عن السرطان وأمراض القلب.
وعلى الرغم من الاعتراف بأهمية استخدام حزام الأمان في السيارة منذ أربعين عامًا، هناك فقط ٦٩ في المئة من سكان العالم محميون بشكل كامل بموجب قوانين خاصة بأحزمة الأمان.
ومن الابتكارات التي جرت مناقشتها أجهزة لقياس الكحول في السيارات، وتجهيزات لحماية الرأس في المقاعد المخصصة للأطفال، وحظر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، وإنشاء طرق ذات سرعات منخفضة ضمن المناطق السكنية.
ففي أستراليا أدى إطلاق استراتيجية “الوصول سالمًا” في عام ٢٠٠١ عبر تفعيل دور شرطة المرور زيادة وعدد كاميرات مراقبة السرعة، إلى تخفيض عدد الوفيات بنسبة ١٦ في المئة في السنوات الثلاث التالية وبنسبة ٤٠ في المئة في شوارع السرعة المنخفضة في مدينة ملبورن.
وفي مدينة ساو جوزيه دو كامبوس في البرازيل، قاد بناء شراكة بين المجتمع المحلي والحكومة ورجال الأعمال المحليين، هدفت إلى تحسين السلامة على الطرق وتوعية السكان وزيادة الالتزام بتطبيق القوانين، إلى تخفيض الاصطدامات المميتة بنسبة ٤١ في المئة في الفترة ٢٠١٠-٢٠١١ على الرغم من تزايد عدد المركبات بنسبة ٩ في المئة.
وتؤكد لجنة الخبراء أن على جميع الحكومات أن تتبنى معايير منظمة الصحة العالمية في مجال السلامة على الطرق، وتصدر تشريعات بإلزامية تطبيق هذه المعايير وتزيد توعية السكان بالمخاطر المحتملة.
إشراك وتمكين المرضى
يواجه وزراء الصحة مجموعةً مذهلة من الاحتمالات لجهة تحسين الأوضاع الصحيّة لمواطنيهم. بيد أنه غالبًا ما يجري تجاهل أكثر الخبراء أهمية – أي الناس العاديين الذين يتولون شؤون رعايتهم بأنفسهم.
ومع نمو وسائل التواصل الإلكتروني، من إنترنت وشبكات تواصل اجتماعي، يتمكن المرضى من إسماع صوتهم أكثر فأكثر. وفي مجال الصحة النفسية ورعاية مرحلة الاحتضار ومقاومة مضادات الميكروبات، تملك هذه الوسائل قدرةً هائلة على تحسين الجودة وتخفيض التكاليف.
وقد وجد مسحٌ أجري في ١١ دولة في استراليا وأوروبا وأميركا الشمالية في عام ٢٠١١ أن المرضى الذي تمت مشاركتهم في رعاية أنفسهم سجلوا جودة أعلى وأخطاء أقل وأبدوا آراء أكثر إيجابية حيال النظام الصحي.
ونظّمت الجمعية الدنماركية لسلامة المرضى حملة تحت شعار “اسأل فقط” للتغلب على حالة حالة الصمت المطبق وتشجيع المرضى على طرح أسئلة تمسّ رعايتهم الصحيّة. وأثبتت إحدى الدراسات أن ٨٦ في المئة ممن استهدفتهم الحملة حسّنوا مستوى حوارهم مع وسائل الإعلام.
تعكف منظمة الصحة العالمية على وضع قائمة تساعد الأمهات خلال الأيام السبعة الأولى الأشد خطرًا بعد الوضع في تحديد متى يطلبن رعاية صحية طارئة.
وتدعو لجنة الخبراء مؤسسات الرعاية الصحيّة إلى تعيين مستشارين للمرضى والعائلات للمساعدة في تحسين الجودة ورسم السيايات. وتشدد اللجنة على ضرورة قيام الكوادر الصحيّة بإشراك المرضى وعائلاتهم في اتخاذ القرار.
٤. الدراسات الخاصة بالمنتديات موجودة على: http://www.wish-qatar.org/reports/2013-reports
لتوجيه مزيد من الأسئلة الصحفية، يرجى الاتصال مع: media@wish-qatar.org
٥. نبذة عن مؤتمر ويش
يُتوقع أن يشهد حفل افتتاح المؤتمر المقرر انعقاده في العاصمة القطرية الدوحة يومي العاشر والحادي عشر من ديسمبر 2013 حضور لفيفٍ رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين والقادة وصنّاع القرار بالإضافة إلى أبرز المساهمين في نظم وسياسات الصحة العالمية من رؤساء دول ووزراء وأكاديميين ومفكرين، إلى جانب رواد الأعمال ذوي التأثير في هذا المجال، وذلك بغية تشجيع دول العالم على تبني حلول عملية ومبتكرة ومستدامة في التغلب على التحديات التي يواجهها العالم في مجال الرعاية الصحيّة.
يهدف مؤتمر ويش إلى تشجيع التعاون والابتكار في السياسات الصحيّة والنظم الصحيّة وتقديم الرعاية الصحيّة من أجل ردم الفجوة بين المعرفة النظرية والممارسات العملية في حقلي الطب والرعاية الصحيّة.
تتواءم أهداف مؤتمر “ويش” مع الرسالة والرؤية السامية التي ترنو إليها مؤسسة قطر وكذا مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، وتسعى في الوقت نفسه إلى إبراز دور دولة قطر المتنامي كأحد المراكز الرائدة المعنية بالابتكار في مجال الرعاية الصحيّة. ولما كانت دولة قطر تتبوأ صدارة جهود الإصلاح في مجال الرعاية الصحيّة، فقد نجحت مؤسسة قطر في إطلاق حزمة من المبادرات الواعدة والقيّمة والفريدة في مجال البحوث الصحيّة بما في ذلك إقامة شراكات مع كليّة طب وايل كورنيل، وبنك قطر البيولوجي، ومركز قطر للجراحة الروبوتية، ومركز قطر لبحوث القلب والأوعية الدموية، وبنك فيرجن للصحة، ومركز السدرة للطب والبحوث.
لمزيد من المعلومات عن مؤتمر ويش، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.wish-qatar.org/
٦. نبذة عن مؤسسة قطر
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منظمة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الموارد الطبيعية الناضبة إلى اقتصاد المعرفة من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله. تأسّست مؤسسة قطر سنة ١٩٩٥ بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارتها.
وتسعى مؤسسة قطر لتحقيق مهمتها الإستراتيجية التي تقوم على ثلاث ركائز هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاع حيوي للتعليم يمكنه جذب واستقطاب أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قطر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفة. كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضا في إنشاء مجتمع متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.
للإطلاع على كافة مبادرات مؤسسة قطر ومشاريعها، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.qf.org.qa
لمزيد من المعلومات عن مؤسسة قطر، يرجى الاتصال بمكتبنا الصحفي على البريد الإلكتروني: pressoffice@qf.org.qa
٧. نبذة عن مركز السدرة للطب والبحوث
يُعتبر مركز السدرة للطب والبحوث الذي يجري بناؤه حاليًا في العاصمة القطرية، الدوحة، مستشفى رائدًا ومؤسسة تعليمية وبحثية متميزة تركز على صحة وعافية النساء والأطفال في المنطقة والعالم. وسوف يكون المركز منشأة مؤتمتة بالكامل، تستخدم أحدث التطبيقات التكنولوجية الأكثر تقدما في الوظائف السريرية وفي البحوث والأعمال. وسيضم المركز في البداية ٤٠٠ سرير مع بنية تحتية تسمح بالتوسع حتى ٥٥٠ سريرًا في مرحلة لاحقة.
يمثل مركز السدرة رؤية صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر، رئيسة مجلس الإدارة . فتجهيزاته التكنولوجية الرفيعة لن توفر أرقى معايير الرعاية الطبيّة العالمية فحسب، بل ستساعد دولة قطر أيضًا في بناء مقدراتها ومواردها العلمية. وسيتم تمويل المركز بمنحةٍ مقدمة من مؤسسة قطر قدرها ٧,٩ مليار ريال قطري، وهي أكبر منحة من نوعها في العالم.
يُعتبر مركز السدرة جزءًا من البيئة البحثية والتعليم الديناميكي في قطر ،والتي تضم مؤسساتٍ دولية رائدة، مثل الشريك الأكاديمي لمركز السدرة كليّة طب وايل كورنيل في قطر. فمن خلال شراكات قوية مع المؤسسات الرائدة في مختلف بلدان العالم، يقوم المركز بتوفير بيئةٍ فكرية تساعد في تحفيز الاكتشاف العلمي من خلال الاستثمار في البحوث الطبيّة.
ويمتلك مركز السدرة هيكلية عملٍ فريدة من نوعها، نواتُها الاختصاصيون الذين يتعاونون على تقديم أفضل مستوى من الرعاية الشاملة للمرضى، وتوفير مناخ لا مثيل له لتعليم كوادره الطبيّة. فهو سيجمع بين أفضل التصاميم والتكنولوجيات والعمليات والممارسات المعتمدة في المراكز الطبيّة العالمية، من أجل ضمان مناخ عمل لموظفيه يجمع بين الألفة والتميز في آنٍ معاً.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال مع:
الدوحة، قطر (توقيت شرقي الولايات المتحدة + 7 ساعات)
الآنسة نور الكبيسي
هاتف مباشر: 0097444042383
بريد إلكتروني: nalkobaisi@sidra.org
موقع إنترنت: www.sidra.org
More أخبار
صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشهد افتتاح قمة “ويش” 2024 التابعة لمؤسسة قطر
اقرأ أكثر...مؤتمر “ويش” يعلن عن القائمة المختصرة لجوائز الابتكار العالمي في الرعاية الصحية
اقرأ أكثر...متحدثون بارزون يتناولون التحديات الصحية العالمية في قمة ويش 2024
اقرأ أكثر...