كاتارينا هيدبيك: نجمة صاعدة في مجال الرعاية الصحية
التقينا بكاتارينا هيدبيك، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمجموعة تادا (Tada Group AB)، الشركة السويدية الناشئة التي حصدت جائزة “الابتكار المعزّز” (Booster Innovation) في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” لعام 2022. أردنا أن نعرف تأثير هذه الجائزة على كاتارينا ومجموعة تادا، فشاركتنا كاتارينا قصة اكتشافهم فكرة موصل الوريد الانفصالي الذي يعزّز سلامة المرضى والممرضات، وكيف استفاد أفراد الفريق من خبراتهم الهندسية والتجارية لمعالجة تحدٍ حيوي في قطاع الرعاية الصحية.
مشكلة خفية على مرأى من الجميع
سعتْ كاتارينا إلى تحقيق تغيير ملموس في مجال الرعاية الصحية عبر الاستعانة بخبرتها في مجال الهندسة، لا سيما وأنها قد حصلت على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة وارويك في إنجلترا. قالت كاتارينا: “سئمتُ من خطوات التغيير البطيئة؛ فطمحتُ إلى فكرة مبتكرة تُحدث نقلة نوعية”.
تغيّر مسار حياتها عندما حصلتْ على منحة برنامج الزمالة في الابتكار الإكلينيكي الذي تديره معاهد “رايز” (RISE) للأبحاث في السويد، حيث أتاح البرنامج لها ولفريقها المؤلّف من أربعة أشخاص قضاء ثمانية أشهر في عيادة للأطفال في السويد لتحديد احتياجات لم تتم تلبيتها في المجالي الطبي.
هناك لاحظت كاتارينا والفريق أن الممرضات يواجهن صعوبات متكررة مع قساطر الوريد التي تنخلع، مما يزيد من خطر العدوى وإصابة المرضى والتعرض لمواد سامة في السوائل الوريدية.
وأمام هذا التحدي، برزت الفكرة المبتكرة التي قادت كاترينا وشركاءها إلى تأسيس مجموعة تادا، والتركيز على تصميم موصل ينفصل إلى جزئين عندما يتم الضغط على خط الوريد. أوضحت كاتارينا ذلك قائلةً: “حتى ذلك الحين، كانت معظم التحسينات تهدف إلى تعزيز ربط قسطرة الوريد بالمريض ليس إلا”. غير أن تصميمهم المبتكر ذا الصمامين المزدوجين يمنع الانسكابات ويضمن احتواء الدم والدواء بأمان.
في البداية، ظنّوا أن مشكلة انخلاع قساطر الوريد تواجه الأطفال على وجه الخصوص، لكن البحث أظهر أن هذا يحدث لحوالي 10% من جميع المرضى الذين يتلقون العلاج الوريدي، أضف إلى ذلك أن العلاج الوريدي يتلقاه نحو 90% من المرضى بالمستشفى، أي أنّه الإجراء الطبي الأكثر شيوعًا.
قالت كاتارينا: “كانت تلك مشكلة خفية رغم كونها على مرأى من الجميع.”
أطلقت كاتارينا وشركاؤها الشركة لتصنيع ابتكارهم وتوزيعه، لكن واجهتهم صعوبة العثور على مستثمرين لتمويل ابتكارهم. حينئذٍ جاءتْ جائزة ويش وغيّرت كل شيء.
جائزةٌ وتقدير
في خريف عام 2022، كانت الشركة تعاني من نقص في التمويل؛ إذ كانت ميزانيتها محدودة لا تكفي سوى لبضعة أشهر. كان اهتمام المستثمرين كبيرًا، وكانت الفوائد المحتملة على نتائج المرضى والتكاليف واضحة، لكنّهم أدركوا أنهم بحاجة إلى جمع الأموال بسرعة من أجل تجاوز التحديات التنظيمية والتصنيعية التي تلوح في الأفق.
قدّمت كاتارينا طلبًا لمسابقة الابتكار ضمن مؤتمر ويش، وسعدت بدعوتها إلى دولة قطر ضمن قائمة الأفراد والشركات الناشئة الذين وقع الاختيار عليهم في التصفيات النهائية. وسرعان ما رأت كاتارينا أن الجائزة تمثّل فرصة لتعزيز مصداقية الشركة وبناء شبكتها؛ إذ إن الجائزة لم توفر دفعة مالية فحسب، بل كانت أيضًا تحفّز المستثمرين المهتمين على الالتزام بالاستثمار المالي.
قالتْ كاتارينا: “كان فوزنا بالجائزة نقطة تحول كبيرة، فلقد تمكنّا من جمع 10 ملايين كرونة سويدية (أي ما يعادل نحو 970 ألف دولار أمريكي) في الفترة ما بين الفوز بها ويوم الكريسماس، مما أدى إلى الحصول على قرض استثماري من صندوق المجلس الأوروبي للابتكار بمساعدة البنك الأوروبي للاستثمار.”
مستقبل واعد برؤية واضحة
قالت كاتارينا: “أتاحت لنا الجائزة بناء الزخم في لحظة حاسمة وإن كانت مجرد البداية”، مضيفةً أن الجائزة سلطت الضوء على مشروعهم وساعدتهم في التواصل مع شخصيات بارزة بمجال الرعاية الصحية وفتح آفاق جديدة للتعاون والنمو. وأشارت إلى أن جودة التدريب والتوجيه الذي تلقته هي وفريقها كانت منقطعة النظير.
حصل منتج “ريلينك” (ReLink) من مجموعة تادا على براءته الأولى المعتمدة في أكثر من 15 دولة، وقد أصبح الآن معتمدًا بموجب معايير الآيزو (ISO) والتصنيع الأساسية.
ماذا بعد؟
أكدّتْ كاتارينا أن “هذا المنتج يلبّي حاجة ملحّة في الرعاية الصحية، ومن شأنه أن يسهم في توفير مليارات عبر ترشيد الاستهلاك في الرعاية الصحية”، ذلك أن التجارب الإكلينيكية تتقدم بخطى ثابتة، كما أن كاتارينا تضع نصب عينيها النمو المستقبلي والتوسع العالمي.
واختتمت كاتارينا قائلةً: “كانت رحلة الفوز بالجائزة مُلهمةً منذ اللحظة التي تم اختيارنا فيها، وأنا ممتنة لذلك حقًا. أنصح كل من لديه شركة ناشئة تركز على مجال الصحة بالتقديم لهذه الجائزة”.
