صدور تقرير يدعو إلى تعزيز فاعلية التواصل في مجال الرعاية الصحية عالميًا: “التواصل شرطٌ أساسي لمواجهة التحديات الماثلة أمام قادة الرعاية الصحية”

في إطار وصفاته الرامية لتحسين الصحة العالمية، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” يصدر اليوم تقريرًا حول “إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة”

الدوحة، قطر، 18 فبراير 2015: أصدر مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” اليوم تقريرًا يقول إن الصحة علم معقد ويعتبر أن تضارب المعلومات وانعدام الثقة وتدني مستوى الثقافة الصحية عوائق أساسية أمام تحسينها. ويستشهد التقرير بدراسات حالة كالإيبولا والعنقوديات الذهبية المقاومة للمثسلين MRSA والتدخين والسرطان، ويرى ضرورة تعزيز تعليم وتدريب العاملين على تصميم الرسائل الصحية وتنفيذها.
وتظهر منهجية البحث التي استند إليها تقرير “ويش” أن المرضى في الولايات المتحدة فقدوا الثقة في قادة المهن الطبية، حيث انخفض مستوى هذه الثقة انخفاضًا حادًا بنسبة 39 بالمئة بين عامي 1964 و2012، بينما كان مستوى الثقة في إرشادات التطعيم الصادرة عن الحكومات متدنيًا جدًا وبلغ 23 بالمئة. ومازلنا حتى اليوم نشهد تفشي وباء الإيبولا، إلى جانب وجود كارثة في التواصل، يفاقمها تدني التفاهم وانعدام الثقة والارتباك، مع وجود حالات لمرضى يتركون العيادات وأطباء يُرمَون بالحجارة.
ويؤكد التقرير أن تحسين الصحة العالمية لا يعني فقط تقديم مزيد من الخدمات الصحية، بل يعني انتفاء الحاجة إليها أصلًا؛ إذ يمكن لأشياء قد تبدو بسيطة، مثل تناول جرعة كاملة من الدواء واتباع نظام غذائي صحي والتوعية الصحية للأمهات وإجراء فحص السرطان، أن تغني عن الحاجة إلى مزيد من الخدمات الصحية لاحقًا – وتؤدي بالتالي إلى إنقاذ حياة البشر وتوفير المال.
اعتبر مؤتمر “ويش” موضوع إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة مجال بحث يقبع اليوم على مفترق طرق دقيق وحاسم في الرعاية الصحية والتواصل بشأنها – حيث تزداد سرعة حصولنا على المعلومات ونشرها فيما تتناقص ثقتنا بالمصادر، مع شيوع تعارض الآراء وازدياد التشظي في المشهد الإعلامي. ويعرض المؤتمر اليوم، في إطار سعيه لتعزيز التركيز العالمي على هذا الموضوع الحساس، تقريرًا بقيادة سوزان ساجز، الأستاذ المساعد في جامعة سويسرا الإيطالية، بوصفها رئيس منتدى إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة.
قادت سوزان ساجز، في العام الماضي، فريقًا متعدد التخصصات من خبراء متميزين من مختلف القطاعات والبيئات في جميع أنحاء العالم لإجراء بحوث وتقديم توصيات لتحسين فعالية الرسائل الصحية ونقل هذه المعارف إلى الممارسة العملية. ويصف التقرير مجموعة متنوعة من قضايا التواصل الصحي كالمصداقية، والصلة، وسهولة الوصول، وقنوات التواصل، والآراء المتعارضة وحجم المعلومات جنبًا إلى جنب مع حلول مبتكرة من بينها إطار من ثلاث خطوات للتواصل الفعال وثلاثة عوامل “تمكين” مقترحة.
وبهذه المناسبة، قالت سوزان ساجز: “سبب الفجوة بين مستوى صحتنا اليوم والمستوى الذي نستطيع تحقيقه لا يكمن في نقص المعلومات والمعارف فقط؛ سببها هو عدم تبادل هذه المعارف وترجمتها إلى أفعال. وسواءٌ أكنّا نود الحفاظ على صحتنا وتحسينها، أم احتواء الأزمات الطارئة في الصحة العامة، أم مواجهة اعتلال الصحة على نحو ملائم، فإن الرسائل التي نوجهها ونستقبلها تؤدي دورًا محوريًا. وتهدف التوصيات التي خرجت بها دراستنا إلى تحسين التواصل الصحي في جميع أنحاء العالم. وقد عرضنا هيكلية تواصل يمكن اتباعها وتوفر رسائل أوليّة استكشافية وملائمة شخصيًا ومؤثرة”.
من جهته قال البروفيسور اللورد دارزي، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر “ويش”: “إن إيصال هذه الرسائل بفاعلية ليس مهمةً يسيرة. فعلى الرغم من خطورة التحديات الصحية التي نواجهها، نمتلك اليوم أدوات ومعارف أكثر بكثير من أي وقت مضى. ويضع هذا التقرير إطارًا لمساعدة صناع السياسات في تحديد أولويات الرعاية الصحية –وهي قضية غالبًا ما يُغفَل عنها أو يتم تجاهلها– وتوجيههم في صياغة رسائل بسيطة وإيصالها في هذا العالم المعقد. ونأمل من صناع السياسات اعتماد وتنفيذ إطار التواصل المقترح في هذا التقرير المتميز والدقيق.
من جانبها، قالت صاحبة السمو الملكي الأميرة دينا مرعد، المدير العام لمؤسسة الحسين للسرطان، والتي شاركت في الجلسة النقاشية لمنتدى إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة: “وجدت أن التواصل من أجل الرعاية الصحية ليس في أعلى قائمة أولوياتنا في منطقتنا بسبب هيمنة القضايا السياسية والاقتصادية على حواراتنا العامة، ولهذا السبب أنا سعيدة جداً لأكون جزءاً من هذه الجلسة الحوارية للمساعدة في تحفيز الجهود من أجل اللحاق بركب إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة، والتي لها صلة مباشرة بمجتمعاتنا وذلك من خلال أدوات فعالة لتمكين الناس من تولي مسؤولية صحتهم ورفاهيتهم”.
ويمثل تقرير “إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة” واحدًا من ثمانية أبحاث تمت مناقشتها أثناء مؤتمر “ويش” 2015 في العاصمة القطرية الدوحة، والذي يستضيف كوكبة من الخبراء العالميين والشخصيات رفيعة المستوى من رؤساء دول ووزراء وأكاديميين وأطباء سريريين وصناع سياسات ورجال أعمال لمناقشة حلول مبتكرة لبعض أهمّ التحديات الصحيّة العالمية.
وإلى جانب هذا التقرير، سينشر المؤتمر تقارير أخرى حول الخرف، والسكري، وتقديم الرعاية لمرضى السرطان بأسعار معقولة، وسلامة المرضى، والتغطية الصحية الشاملة، والصحة النفسية ورفاه الأطفال، وصحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة.
جدير بالذكر أن مؤتمر “ويش” هو أحد مبادرات مؤسسة قطر، ويسعى الى نشر أفضل ممارسات الرعاية الصحية من خلال شبكة عالمية من كبار صناع القرار والأكاديميين وقادة الصناعة، بما ينسجم بشكل وثيق مع رؤية مؤسسة قطر المتمثلة في إطلاق قدرات الإنسان، والعمل على إبراز دور قطر الريادي كمركز رائد في الابتكار في الرعاية الصحية.
شاهد سوزان ساجز أثناء تقديم بحثها على الرابط: http://www.youtube.com/watch?v=ONguMEUb-Mw. لتحميل التقارير، يرجى زيارة: wish.org.qa.

إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة: إطار تحسين فاعلية التواصل في مجال الرعاية الصحية عالميًا
محاور اهتمام التقرير 
تنطوي الرسائل التي نرسلها ونستقبلها على أهمية بالغة في تحسين صحة الجميع، سواء أكان ذلك يعني التصدي لاعتلال الصحة بصورة ملائمة، أم الحفاظ على الصحة وتحسينها، أم احتواء أزمات الصحة العامة الطارئة.
ثمة تعقيدات عديدة تتعلق بالصحة والتواصل، بدءًا من الدور الذي تؤديه التكنولوجيا المتغيرة باستمرار وتراجع الثقة بمصادر المعلومات التقليدية، ومرورًا بالتعليم المتدني والأمية في مجال الصحة، وانتهاءً بتأثير وسائل الإعلام على فهم الجمهور وإضفاء الطابع السياسي على الرسائل الصحية.
ويقرّ التقرير بأن التواصل الفعال لا يحل وحده مشاكلنا الصحية العالمية، بيد أنه يضطلع بدور مهم في سد الفجوة بين ما نعرفه ونقوله ونفعله في مجال السياسات الصحية وتقديم الخدمات الصحية.

رؤى التقرير
يسعى التقرير إلى دعم كل من صناع السياسات ومن هم في احتكاك مباشر مع الجمهور، وذلك بهدف وضع رسائل صحية فعالة والعمل على إتاحتها. كما يقدم التقرير طريقة عملية يمكن تعميمها وتطويرها للتواصل بشأن طيف واسع من القضايا الصحية في بيئات متنوعة استنادًا إلى إطارٍ قوي وقائم على الأدلة لوضع الرسائل. وتضع توصيات التقرير الفرد في صميم الرعاية الصحية وعملية التواصل بشأن الصحة، وبالتالي تجعل التواصل أكثر أهمية.
ويتضمن الإطار ثلاث مراحل هي التقييم، والعمل، والتوصيف، ليشمل بذلك عملية التواصل من بدايتها وحتى تقييمها. ويوصي التقرير بتبني الإطار إضافة إلى ثلاثة عوامل تمكين رئيسية من أجل تحقيق هدف التواصل الفعال:
• جعل تمويل التواصل مشروطًا بتصميمه باستخدام قاعدة الأدلة.
• اشتمال المؤسسات الصحية على منصب الرئيس التنفيذي للتواصل على مستوى مجلس الإدارة.
• بناء القدرات من خلال توفير التدريب والتعليم في مجال مهارات التواصل.
إن فائدة إطار العمل مُثْبتة من خلال دراسات الحالات عن التدخين، والسمنة، وصحة الأم والطفل، والكشف عن السرطان، ومكافحة الأمراض المعدية في أوقات الأزمات.
ويؤدي وجود تعقيد في عملية التواصل في مجال الرعاية الصحية إلى نتائج وخيمة غير صحية تُنذر بحدوث عواقب واسعة وربما على مستوى عالمي. وفي حين أن جميع جوانب الرعاية الصحية يكتنفها التعقيد، يجب ألا يكون التواصل بشأنها معقدًا.

رئيس المنتدى

سوزان ساجز، أستاذ مشارك في التسويق الاجتماعي ورئيس مجموعة بيتشاينج BeCHANGE) ) للبحوث، معهد التواصل العام في جامعة سويسرا الإيطالية، لوجانو، سويسرا.
سوزان ساجز أستاذٌ مشارك في التسويق الاجتماعي ورئيس مجموعة بيتشاينج للبحوث بمعهد التواصل العام في جامعة سويسرا الإيطالية في لوجانو بسويسرا. وتركز بحوثها الرئيسية على التغير في السلوك الصحي والسلوك الاجتماعي باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستراتيجيات تواصل مبتكرة. كما تسعى أيضًا إلى استكشاف سبل استخدام هذه البحوث بغية تحسين الوضع الصحي، والنتائج الصحية، والسياسات الصحية.
وقبل انضمامها إلى هيئة التدريس في جامعة سويسرا الإيطالية، كانت سوزان أستاذًا مساعدًا في برنامج الدراسات العليا في التواصل في مجال الرعاية الصحية بقسم التواصل في مجال التسويق بكلية إيمرسون، وأستاذًا مساعدًا في الطب السريري بقسم الصحة العامة وطب الأسرة في كلية الطب بجامعة تافتس في بوسطن بولاية ماساشوستس. وهي أحد المؤسسين المشاركين وعضو مجلس إدارة جمعية التسويق الاجتماعي الأوروبي، وعضو مجلس المراجعة التحريرية لمجلة التواصل في مجال الصحة.

نبذة عن مؤتمر القمة العالميّ للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” هو منصة عالمية للرعاية الصحية ترمي إلى إيجاد ونشر أفضل الأفكار والممارسات المستندة إلى الأدلة. ويعدّ مؤتمر “ويش” أحد المبادرات العالمية التي أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع تحت رعاية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر.
انعقدت النسخة الافتتاحية من مؤتمر “ويش” في الدوحة عام 2013 بمشاركة أكثر من 1000 من رواد مجال الرعاية الصحية حول العالم. ويسعى مؤتمر “ويش” من خلال القمم السنوية ومجموعة من المبادرات الممتدة على مدار العام، إلى بناء مجتمع دولي يضم نخبة من القادة ورواد الابتكار في مجال سياسات وبحوث الرعاية الصحية.
تتضافر جهود هذه الأطراف كلها من أجل تسخير قوة الابتكار للتغلب على التحديات الصحية الأكثر إلحاحًا حول العالم، وإلهام الجهات الأخرى المستفيدة وتشجيعها على العمل البنّاء.

مؤسسة قطر – لإطلاق قدرات الإنسان
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع مؤسسةٌ خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الكربون إلى اقتصاد معرفي من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله.
تأسّست مؤسسة قطر سنة 1995 بمبادرةٍ من صاحب السموّ الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارتها.
تلتزم مؤسسة قطر بتحقيق مهمتها الاستراتيجية الشاملة للتعليم، والبحوث والعلوم، وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاع للتعليم يستقطب أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قطر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفة. كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضًا في إنشاء مجتمع متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.
للاطلاع على كافة مبادرات مؤسسة قطر ومشاريعها، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.qf.org.qa
للمزيد من المعلومات عن مؤسسة قطر، الرجاء التواصل مع المكتب الإعلامي عن طريق البريد الإلكتروني pressoffice@qf.org.qa