حث الدول على العمل من أجل حماية صحة مليار إنسان
تقرير جديد أصدرته قمة “ويش” يدعو إلى تطبيق التغطية الصحية الشاملة في جميع أنحاء العالم
الدوحة، قطر (17 فبراير 2015): التقى خبراء الصحة وصناع القرار اليوم لمناقشة حق الإنسان في الحصول على الخدمات الصحية مع دعوة التقرير الجديد لتطبيق التغطية الصحية الشاملة (UHC) في جميع أنحاء العالم. وقد استمعت الوفود المشاركة في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، وهو مبادرة عالمية أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، من المؤلف الرئيسي للتقرير، السير دايفد نيكولسن (الرئيس التنفيذي السابق لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا ) وهو يقوم بإطلاق تقرير المليار التالي: كيفية تقديم التغطية الصحية الشاملة.
ويتمثّل المفهوم الأساسي للتغطية الصحية الشاملة في أن كل شخص، وفي أي مكان، ينبغي أن يتمكن من الوصول إلى الرعاية الصحية دون القلق بشأن الأمور المالية. وهذا الحق الإنساني الأساسي هو حجر الزاوية في التنمية المستدامة والأمن العالمي. ولكن يعيش اليوم مليار شخص في العالم دون الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية وكل عام يسقط الملايين منهم في غياهب الفقر بعد الاضطرار إلى دفع ثمن الرعاية الصحية من جيوبهم الخاصة.
ويقوم تقرير السياسات اليوم، والذي يعتمد على استعراض جميع الأدلة المتاحة، بتسليط الضوء على الفوائد الكبيرة التي يمكن أن تحققها التغطية الصحية الشاملة – للأفراد، والدول والسياسيين ويوفر التقرير إطاراً متيناً لدعم صناع القرار في عملية انتقال الخدمات الصحية في دولهم نحو التغطية الصحية الشاملة.
ويعترف التقرير أن إعداد وتنفيذ استراتيجية التغطية الصحية الشاملة لا يمكن أن ينظر إليه باعتباره عملية بمقاس واحد يناسب الجميع. ولكن بدأ يظهر إجماع فيما يتعلق بالتوجهات الفعالة للتغطية الصحية الشاملة التي يمكن تطبيقها عالمياً وستؤدي هذه التوصيات المبنية على الأدلة إلى تواصل زخم الحركة العالمية نحو تطبيق التغطية الصحية الشاملة.
وفي معرض تعليقه على إطلاق التقرير في مؤتمر “ويش”، قال المؤلف الرئيسي ورئيس المنتدى السير دايفد نيكولسن: “تظهر الأدلة أنه في أي بلد من المهم أن يغطى جميع السكان بحزمة صحية ذات أولوية توفر نوعية جيدة من الخدمات الأساسية والمجتمعية وبعض خدمات المستشفيات العامة. وعندما يتعلق الأمر بالتمويل، تشير أبحاثنا أن الآلية الأكثر فعالية هو نظام التمويل الإلزامي الذي تشرف عليه الحكومة. وقبل كل شيء، هناك حاجة إلى وجود قيادة سياسية قوية، ورصد دقيق ومؤسسات قوية لضمان النجاح في تنفيذ الإصلاحات الصحية.
“لا أحد يدعي أن تحسين النظم الصحية أمر سهل – ولكن تظهر دراسات الحالة من جميع أنحاء العالم أن ذلك ممكن. ولا بد من مناقشة القضايا المعقدة واتخاذ القرارات الصعبة على أعلى المستويات. ورسالتي لصناع السياسة هي أن يكونوا شجعان وجريئين.”
وقال البروفيسور اللورد دارزي، الرئيس التنفيذي لمؤتمر “ويش” ورئيس مجلس إدارة معهد الابتكار في مجال الصحة العالمية التابع لجامعة إمبريال كوليدج لندن: “يقدم التقرير الذي نشرناه اليوم توصيات واضحة لصناع القرار لمساعدتهم على تنفيذ التغيير الضروري لأساليب تمويل وتقديم الرعاية الصحية. وقد اتّسمت النقاشات بالنشاط والإيجابية، ونحن نتطلع الآن للعمل مع قادة الصحة الآخرين بينما نقوم بخطوات حاسمة في بلدانهم من أجل ضمان أن كل مواطن، بغضّ النظر عن دخله، يحصل على فرصة متساوية من خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة.”
وقد تمت المصادقة على التوصيات الواردة في التقرير من قبل مجموعة واسعة من المنظمات – بما في ذلك البنك الدولي ولجنة لانسيت. ويهدف هذا التقرير الصادر عن قمة “ويش” في الحفاظ على التغطية الصحية الشاملة على رأس أولويات جدول أعمال الصحة العالمية ولتحفيز المزيد من النقاش والعمل المستند للمعلومات في جميع أنحاء العالم.
وفي ديسمبر 2012 أصدرت الأمم المتحدة قراراً يدعو جميع الدول إلى التخطيط أو متابعة عملية تحوّل الخدمات الصحية نحو التغطية الشاملة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن التغطية الصحية الشاملة (UHC) هو أقوى مفهوم منفرد يمكن أن توفره الصحة العامة.
وقد أظهرت أبحاث حديثة تبحث في الصحة عام 2035 أن كل دولار أمريكي يستثمر في الصحة اليوم، يمكن أن نجني منه زيادة في الدخل بقيمة 20 دولار أمريكي على مدى السنوات الـ 20 المقبلة. وباعتباره موضوعاً بهذه الأهمية، حددت مجموعة البنك الدولي التغطية الصحية الشاملة كأولوية قصوى لتحقيق التنمية المستدامة. وحتى الآن طلب أكثر من 80 بلداً المساعدة من منظمة الصحة العالمية (WHO) في التحرك نحو تطبيق التغطية الصحية الشاملة، بما في ذلك الاقتصادات الناشئة في البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
تقرير التغطية الصحية الشاملة هو واحد من ثمانية تقارير يجري عرضها في مؤتمر قمة “ويش” 2015 التي تقام في قطر، حيث ينضم كبار خبراء الصحة الدوليين إلى مجتمع مؤثّر من رؤساء الدول ووزراء الحكومة والأكاديميين والأطباء وصانعي السياسات وقادة الأعمال لمناقشة الحلول المبتكرة لمواجهة بعض التحديات الصحية العالمية الأكثر إلحاحاً.
وبالإضافة إلى تقرير التغطية الصحية الشاملة، سينشر مؤتمر “ويش” تقارير عن إيصال الرسائل المعقدة بشأن الصحة، والسكري، وتقديم الرعاية بمرضى السرطان بأسعار معقولة، والخرف، وسلامة المرضى، والصحة النفسية ورفاه الأطفال، وصحة الأم والوليد.
ويقام مؤتمر “ويش”بمبادرة من مؤسسة قطر ، ويسعى الى نشر أفضل ممارسات الرعاية الصحية من خلال شبكة عالمية من صناع القرار رفيعي المستوى والأكاديميين وقادة الصناعة، بما ينسجم بشكل وثيق مع رؤية مؤسسة قطر المتمثلة في إطلاق قدرات الإنسان، والعمل على إبراز دور قطر الريادي كمركز رائد في الابتكار في الرعاية الصحية.
لتنزيل التقارير ومشاهدة مناقشات البحوث التي تجري في قمة “ويش”، يرجى زيارة wish.org.qa.
انتهى
ملاحظات للمحررين:
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال:
نهى العفيفي
مديرة قسم الاتصال المؤسسي مؤتمر “ويش”
nelafify@wish.org.qa
6624 7768 +974
تقديم التغطية الصحية الشاملة: دليل لصانعي السياسات
موضوع التقرير
إن ضمان الحصول على خدمات صحية جيدة، دون القلق بشأن الأمور المالية، هو حق أساسي من حقوق الإنسان. وتسعى العديد من المنظمات الدولية الرئيسية، كالبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية، إلى قيادة حركة عالمية متنامية نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة (UHC).
وهناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن التغطية الصحية الشاملة يمكن أن تحقق فوائد كبيرة – للأفراد، والدول والسياسيين. ولكن إعداد وتنفيذ نهج لتحقيق التغطية الصحية الشاملة ليست مهمة بسيطة أبداً. فهناك توازنات معقدة وتحديات عملية، بالإضافة إلى الحاجة إلى الالتزام السياسي. وينظر التقرير في الأدلة المتوفرة حول هذه المواضيع، ولا سيما:
• ما هي المجموعات السكانية والخدمات التي يجب تغطيتها
• كيفية الدفع للحصول على التغطية الصحية الشاملة
• كيفية تنفيذ التغطية الصحية الشاملة.
وتظهر دراسة الحالة الختامية كيف أثرت الإصلاحات المتعلقة بالأمومة والخدمات الصحية للأطفال في واحدة من أفقر البلدان في العالم، مما أدى إلى هبوطات كبيرة في معدل وفيات الرضع والأطفال.
بعض نتائج التقرير
لا يمكن أن ينظر إلى عملية إعداد وتنفيذ إستراتيجية التغطية الصحية الشاملة باعتبارها عملية بمقاس واحد يناسب الجميع. فكل بلد يحتاج إلى النظر في الاحتياجات الصحية الفردية الخاصة بسكانه، فضلاً عن مستوى التنمية الاقتصادية والبيئة السياسية. ومع ذلك، فقد حددت المراجعة المتعلقة بأدلة البحوث المتاحة بعض القضايا الاستراتيجية الرئيسية حيث برز فيها إجماع فيما يتعلق بتوجهات التغطية الصحية الشاملة التي يرجح أن تكون فعالة أكثر من غيرها:
• ينبغي أن تركز الدول أولاً على تحقيق التغطية السكانية الكاملة ضمن مجموعة معقولة التكلفة من الخدمات
• إن آليات التمويل الإلزامية التي تشرف عليها الحكومة (الضرائب العامة واشتراكات التأمين الصحي الاجتماعي) هي أفضل طريقة لدفع تكلفة التغطية الصحية الشاملة
• الالتزام السياسي المستدام على أعلى المستويات في الحكومة، بما في ذلك رئيس الدولة، أمر ضروري في تنفيذ الإصلاحات الناجحة للتغطية الصحية الشاملة.
وقد تمت المصادقة على هذه التوصيات من قبل مجموعة واسعة من المنظمات – بما في ذلك البنك الدولي ولجنة لانسيت. ويهدف هذا التقرير الصادر عن قمة “ويش” في الحفاظ على التغطية الصحية الشاملة على رأس أولويات جدول أعمال الصحة العالمية ولتحفيز المزيد من النقاش والعمل المستند للمعلومات في جميع أنحاء العالم.
رئيس المنتدى
السير دايفد نيكولسن
الرئيس التنفيذي السابق لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا
شغل السير دايفد نيكولسن منصب الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا من سبتمبر 2006 والى غاية مارس 2013. ومن شهر أكتوبر 2011 إلى مارس 2014 تولى منصب المدير التنفيذي الأول لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا، وهي الجهاز المسؤول عن الإشراف على أكثر من 100 مليار جنيه استرليني من التمويل سنويًا من أجل رفع جودة الخدمات الصحية وتأمين أفضل رعاية ممكنة للمواطنين.
تقاعد السير دايفد من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا في شهر مارس 2014 من بعد قضاء 35 عامًا في الخدمة. تولّى مناصب قيادية رئيسة في مراكز خدمات صحية للأمراض العقلية وفي 4 هيئات صحيّة محليّة بما فيها هيئة لندن. حاز على جائزة CBE في العام 2004 وحصل على درجة فارس في العام 2010 وقد حصل على التقديرين بفضل جهوده في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا. في العام 2014 تمّ تعيينه بروفيسور مساعد في معهد الابتكار في مجال الصحة العالمية في امبريال كوليدج في لندن، كما يترأس أيضًا منتدى التغطية الصحية الشاملة، إحدى فعاليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”.
نبذة عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية:
مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) هو منصة عالمية للرعاية الصحية كرست نفسها لإيجاد ونشر أفضل الأفكار والممارسات المستندة إلى الأدلة. ويعدّ مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) مبادرة عالمية أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع ويقام تحت الرعاية الكريمة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر.
عقد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) الأول في الدوحة في عام 2013 بمشاركة أكثر من 1،000 قادة وخبراء الرعاية الصحية حول العالم. ومن خلال تنظيم القمم الدولية ومجموعة من المبادرات المتواصلة، يسعى مؤتمر ويش لبناء مجتمع دولي يضم قادة ورواد الابتكار في مجال سياسات وبحوث وقطاع الرعاية الصحية.
وتعمل كل هذه الأطراف معاً لتسخير قوة الابتكار للتغلب على التحديات الصحية الأكثر إلحاحاً في العالم، وإلهام الأطراف الأخرى من أصحاب المصلحة على العمل البنّاء.
مؤسسة قطر – لإطلاق قدرات الإنسان
مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع هي مؤسسة خاصة غير ربحية تدعم دولة قطر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على قطاع النفط والغاز إلى اقتصاد معرفي من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قطر والعالم بأكمله. تأسّست مؤسسة قطر سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، وتتولى صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارتها.
تلتزم مؤسسة قطر بتحقيق رسالتها وفق ثلاث ركائز إستراتيجية وهي التعليم، والبحوث والعلوم، وتنمية المجتمع. ويستقطب قطاع التعليم أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قطر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفة. وتساعد ركيزة البحوث والعلوم في بناء قدرات الابتكار والتكنولوجيا في قطر عن طريق تطوير الحلول وتسويقها تجاريًا من خلال فروع العلم الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضاً في إنشاء مجتمع عصري متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات الملحة للمجتمع.
للحصول على القائمة الكاملة لمبادرات مؤسسة قطر ومشاريعها، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.qf.org.qa
لمزيد من المعلومات حول مؤسسة قطر يرجى الاتصال بالمكتب الإعلامي عن طريق البريد الإلكتروني: pressoffice@qf.org.qa
More أخبار
قادة الصحة العالمية يستعرضون استراتيجيات وابتكارات جديدة وجريئة للقضاء على السل بين اللاجئين والمهاجرين في قمة ويش 2024 الذي تنظمه مؤسسة قطر.
اقرأ أكثر...مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” التابع لمؤسسة قطر يعلن عن المبتكرين الفائزين لهذا العام في قمة 2024
اقرأ أكثر...أكد أخصائيو الرعاية التلطيفية في قمة ويش 2024 التابع لمؤسسة قطر على ضرورة إحداث تحول في الرعاية التلطيفية على مستوى العالم
اقرأ أكثر...