السمنة وباءٌ على الصحة العامة في العالم أجمع

الدوحة، قَطَر: قال فريقٌ من الخبراء اليوم إن على قادة الصحة النظر إلى أبعد من نطاق أنظمتهم الصحيّة، وتأسيس شراكات مع قطاعات أخرى كالتعليم والعمل والزراعة والمالية من أجل مواجهة مشاكل السمنة والأمراض غير السارية ذات الصلة.

وفي تقريرٍ جديد عن السمنة، يُكشف النقاب عنه اليوم في المؤتمر، بحث الخبراء المشاكل الصحيّة المتعلقة بالسمنة في ثمانية بلدان، فضلاً عن الأعباء الاقتصادية والاجتماعية التي تفرضها. ولاحظ التقرير أيضاً أن السمنة مرضٌ غير مُعدٍ، لكنه بلغ مستوياتٍ وبائية عالمياً، وأدّى إلى زيادةٍ حادة في الحالات المرتبطة بالنظام الغذائي مثل أمراض القلب والسكري والسرطان.

وقد سلّط المنتدى الضوء على ابتكاراتٍ حديثة يمكن تكييفها لتلبية احتياجات البلدان المختلفة ومساعدتها على وضع استراتيجيات ميسورة التكلفة وفعّالة للوقاية من السمنة ومواجهتها. وأكد أيضاً على أن وزارات الصحة في جميع أنحاء العالم يجب أن تعزز جهودها لترسيخ تدابير تحول، في المقام الأول، دون تطور مشكلة السمنة، بما في ذلك دراسة واضحة وصريحة للعناصر المعززة للسمنة في أنظمتها الغذائية.

وقالت الأستاذة شيريكي كيومانياكا، عضو الفريق الدولي لمكافحة السمنة في جامعة بنسلفانيا ورئيسة منتدى السمنة: “إن الاعتراف العام بأن السمنة أزمة صحيّة هامة وغير معدية لم يعد قضيةً قابلة للنقاش بعد الآن. فإلى جانب التكاليف المالية لرعاية السمنة والأمراض الناتجة عنها، ستكون هناك تكاليف أخرى مستنزفة للاقتصاد. وعالمياً، يجب بذل المزيد من الجهد لبناء الوعي في المدارس وأماكن العمل”.

وموضوع السمنة واحدٌ من ثمانية موضوعات تجري مناقشتها في مؤتمر ويش المنعقد في العاصمة القَطَرية الدوحة في ١٠ و١١ ديسمبر، حيث سينضم خبراء عالميون بارزون إلى لفيفٍ رفيع المستوى من ذوي التأثير من رؤساء دول ووزراء وأكاديميين وأطباء سريريين وصانعي سياسات وقادة أعمال لمناقشة حلول مبتكرة لبعض التحديات الصحيّة العالمية الأكثر إلحاحاً. وإلى جانب تقرير  السمنة، سوف يكون هناك تقارير عن: الرعاية المسؤولة، والبيانات الضخمة والرعاية الصحيّة، ورعاية المرضى في مرحلة الاحتضار، والصحة النفسية، ومقاومة مضادات الميكروبات، وإشراك وتمكين المرضى، وإصابات حوادث السير.

وقال البروفيسور اللورد دارزي أوف دينهام، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ويش ومدير معهد الابتكار في مجال الصحة العالمية في إمبريال كوليدج لندن: “يكمن الحل لوباء السمنة فعلياً في نطاق نظام الرعاية الصحيّة لكل بلد على حدة. ويُوصى صنّاع السياسات بإقامة شراكات هادفة مع قطاعات أخرى مثل التعليم والزراعة، والمالية، لإعادة تنظيم أصول النظام الصحي لمعالجة السمنة”.

ينطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة (ويش) اليوم في الدوحة برعاية كريمة من صاحبة السموّ الشيخة موزة بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قَطَر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. ويدعم مؤتمر ويش أهداف مؤسسة قَطَر وطموحاتها ويعزز دور دولة قَطَر كأحد المراكز الرائدة المعنيّة بالابتكار في مجال الرعاية الصحيّة.

النهاية

ملاحظات إلى المحررين:

١. ملخص تقرير السمنة

يعترف هذا التقرير بتعقيد وباء السمنة ويعتمد على إطار السياسات الموجهة نحو الوقاية بين “جميع السكان” والمحدد في الاستراتيجية العالمية. ويشدد هذا الإطار على السياسات والتغيرات البيئية لتحسين قدرة الأفراد على تحقيق بأنماط نشاط بدني وغذائي تحسن الصحة والالتزام بتطبيقها.

أمثلة عن الدراسات العيانية

ناقش التقرير أمثلة عن تدخلات فعالة نذكر منها:

• حملة “قَطَر النشيطة”.
• الرؤية الصحيّة لسلطنة عمان لعام ٢٠٥٠.
• البرنامج المحلي للتغذية المدرسية في البرازيل.
• برنامج تفكير وتمرين وتغذية، افعل ذلك.

توصيات لصناع السياسات

يوصي التقرير وزراء الصحة بثلاثة إجراءات لمواجهة التحدي الذي تفرضه السمنة.

1. اجعلْ من السمنة قضية مهمة، وكنْ سفيرًا للتغيير في قطاعات أخرى.
   • قيّمْ الوضع الراهن، وضَعْ أهداف مناسبة محليًا لإجراء تغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني
   • أقمْ شراكات بين مختلف الأطراف المعنيّة لمعالجة مشكلة السمنة باستخدام منهجية مشتركة بين القطاعات.
2. أوجدْ طرقًا مبتكرة ومجدية اقتصاديًا لمعالجة القوى المعززة للسمنة في البيئة الغذائية، وتعلّمْ من نجاحات الدول المشابهة.
   • راجعْ وعدّلْ الإرشادات الغذائية الحكومية والمؤسسية.
   • ضَعْ معايير تغذية لبرامج الوجبات التي تمولها الحكومة.
   • ضَعْ مبادئ توجيهية للمشتريات العامة تدعم المزارعين المحليين وتحفز إنتاج الفواكه والخضروات الطازجة.
   • ضَعْ معايير وضع العلامات الغذائية، واستخدم تشريعات تسويق الأغذية لحماية الأطفال من الإعلان عن أطعمة غير صحيّة. طبّقْ معايير وضع العلامات على الأغذية المعلبة وقوائم المطاعم وتسويق موقع الشراء.
   • استخدمْ سياسات مالية وتجارية تدعم المستوردات الصحيّة والإنتاج الغذائي المحلي الصحي.
3. نفّذْ مشاريع خاصة بقطاعات محددة في واحدة على الأقل من المؤسسات المجتمعية الرئيسية الثلاث، وغيرها من المؤسسات في السنوات المقبلة. والمؤسسات الرئيسية هي:
   • نظم الرعاية الصحيّة.
   • المدارس.
   • مواقع العمل.

٢. نبذة عن شيريكي كيومانياكا

الدكتورة شيريكي كيومانياكا، جامعة بنسلفانيا، والفريق الدولي لمكافحة السمنة.

تحمل الدكتورة كيومانياكا شهادة الدكتوراه والماجستير في مجال الصحة العامة، وتتمتع بخبرة عملية في العديد من التخصصات. كما أنها حائزة على العديد من الدرجات العلمية المتقدمة في العمل الاجتماعي والتغذية والصحة العامة.  وتشغل منصب أستاذ علم الأوبئة (أقسام الإحصاء الحيوي وعلم الأوبئة وطب الأطفال “التغذية”)، وهي أيضًا من الشخصيات العلمية المرموقة في مركز علم الأوبئة السريرية والإحصاء الحيوي، وعميد مشارك للارتقاء بالصحة والوقاية من الأمراض في كليّة طب بيريلمان في جامعة بنسلفانيا. كما أنها مستشار أول لدى مركز مبادرات الصحة العامة بجامعة بنسلفانيا.

شغلت الدكتورة كيومانياكا منصب باحث رئيس أو باحث مشارك في العديد من التجارب السريرية العشوائية في مراكز متعددة أو فردية والتي تتعلق بالحمية الغذائية، والسمنة، والتحكم في الوزن، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أنها تعكف حاليًا على دارسة العوامل المرتبطة بالنجاح بين المشاركين الأمريكيين الأفارقة في برامج التحكم في الوزن وكذلك تأثيرات بيئات تسويق الأغذية على سلوكيات شراء الأغذية لدى الأمريكيين الأفارقة. وعملت في لجان استشارية وتخصصية ذات صلة بالبحوث والسياسات الخاصة بالتغذية والأمراض المزمنة على الصعيدين الوطني والدولي، وتترأس معهد اللجنة الطبيّة للوقاية من السمنة بين الأطفال والشباب. وتُعدّ الدكتورة كيومانياكا مؤسس ورئيس مجلس إدارة شبكة بحوث السمنة التعاونية بين الأمريكيين الأفارقة.

٣. نبذة عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحيّة

يُتوقع أن يشهد حفل افتتاح المؤتمر المقرر انعقاده في العاصمة القَطَرية الدوحة يومي العاشر والحادي عشر من ديسمبر ٢٠١٣ حضور لفيفٍ رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين والقادة وصنّاع القرار بالإضافة إلى أبرز المساهمين في نظم وسياسات الصحة العالمية من رؤساء دول ووزراء وأكاديميين ومفكرين، إلى جانب رواد الأعمال ذوي التأثير في هذا المجال، وذلك بغية تشجيع دول العالم على تبني حلول عملية ومبتكرة ومستدامة في التغلب على التحديات التي يواجهها العالم في مجال الرعاية الصحيّة.

يهدف مؤتمر ويش إلى تشجيع التعاون والابتكار في السياسات الصحيّة والنظم الصحيّة وتقديم الرعاية الصحيّة من أجل ردم الفجوة بين المعرفة النظرية والممارسات العملية في حقلي الطب والرعاية الصحيّة.

تتواءم أهداف مؤتمر “ويش” مع الرسالة والرؤية السامية التي ترنو إليها مؤسسة قَطَر، وكذا مع رؤية قَطَر الوطنية ٢٠٣٠، وتسعى في الوقت نفسه إلى إبراز دور دولة قَطَر المتنامي كأحد المراكز الرائدة المعنية بالابتكار في مجال الرعاية الصحيّة. ولما كانت دولة قَطَر تتبوأ صدارة جهود الإصلاح في مجال الرعاية الصحيّة، فقد نجحت مؤسسة قَطَر في إطلاق حزمة من المبادرات الواعدة والقيمة والفريدة في مجال البحوث الصحيّة بما في ذلك إقامة شراكات مع كليّة طب وايل كورنيل، وبنك قَطَر البيولوجي، ومركز قَطَر للجراحة الروبوتية، ومركز قَطَر لبحوث القلب والأوعية الدموية، وبنك فيرجن للصحة، ومركز السدرة للطب والبحوث.

لمزيد من المعلومات عن مؤتمر ويش، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: http://www.wish-qatar.org/

٤. نبذة عن مؤسسة قَطَر – إطلاق قدرات الإنسان

مؤسسة قَطَر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع منظمة خاصة غير ربحية تدعم دولة قَطَر في مسيرة تحول اقتصادها المعتمد على الموارد الطبيعية الناضبة إلى اقتصاد المعرفة من خلال إطلاق قدرات الإنسان، بما يعود بالنفع على دولة قَطَر والعالم بأكمله. تأسّست مؤسسة قَطَر سنة ١٩٩٥ بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وتتولى صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر رئاسة مجلس إدارتها.

وتسعى مؤسسة قَطَر لتحقيق مهمتها الاستراتيجية التي تقوم على ثلاث ركائز هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع من خلال إنشاء قطاع حيوي للتعليم يمكنه جذب واستقطاب أرقى الجامعات العالمية إلى دولة قَطَر لتمكين الشباب من اكتساب المهارات والسلوكيات الضرورية لاقتصادٍ مبنيٍّ على المعرفة. كما تدعم الابتكار والتكنولوجيا عن طريق استخلاص الحلول المبتكرة من المجالات العلمية الأساسية. وتسهم المؤسسة أيضا في إنشاء مجتمع متطوّر وتعزيز الحياة الثقافية والحفاظ على التراث وتلبية الاحتياجات المباشرة للمجتمع.

للإطلاع على كافة مبادرات مؤسسة قَطَر ومشاريعها، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.qf.org.qa

لمزيد من المعلومات عن مؤسسة قَطَر، يرجى الاتصال بمكتبنا الصحفي على البريد الإلكتروني: pressoffice@qf.org.qa