بمشاركة مسؤولين وخبراء من الصحة – قطر تعلن إطلاق مؤتمر عالمي للابتكار في الرعاية الصحية ومقاومة الأمراض المعدية

مجابهة تحديات أمراض السمنة والصحة النفسية وإصابات الحوادث ومضادات الميكروبات وإشراك وتمكين المرضى -
الدوحة – خالد العدوي –

كشفت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مساء أمس الأول عن موعد انطلاق أعمال مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، الذي تستضيفه الدوحة يومي العاشر والحادي عشر من ديسمبر المقبل في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، بمشاركة مجموعة من رؤساء الدول والوزراء وكبار المسؤولين الحكوميين والأكاديميين والمفكرين، إلى جانب نخبة من روّاد الأعمال الأكثر تأثيراً، بغية التباحث والنقاش وإيجاد حلول عملية ومستدامة ومبتكرة لمجابهة تحديات الرعاية الصحية حول العالم.
ويناقش المؤتمر الذي سيشهد مشاركة نخبة من صناع القرار من بينهم السلطنة وخبراء في مجال الصحة ومسؤولون حكوميون وأكاديميون من مختلف أنحاء العالم، أبرز تحديات الرعاية الصحية التي يعاني منها سكان العالم حاليّاً. كما سيشهد مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية في دروته الأولى، إطلاق مؤشر الابتكار العالمي الأول من نوعه، والذي يتم خلاله تقييم ثماني دول، وذلك لِجهة مدى فعالية تبني نظمها الحالية للابتكار في مجال الصحة، ومدى قابليتها لإحداث تغيير على أرض الواقع، سواء من خلال الابتكار في مجال التكنولوجيا، أو نهج سير العمل أو نماذج الأعمال.
وفي هذه المناسبة، أكدت الشيخة موزه بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، ضرورة أن تتصدر قضايا الرعاية الصحية وسبل توفيرها للجميع سلم أولويات جميع دول العالم، قائلة: «تتمتع الرعاية الصحية بأهمية قصوى بالنسبة لكل دولة. ومع ذلك، يوجد العديد من التحديات الهامة المتعلقة بسبل تقديم العلاج بشكل أكثر فعالية، إلى جانب ضرورة العمل على اكتشاف أفضل سبل الوقاية من الأمراض والتدخل المبكر، جنبا إلى جنب مع تمويل هذه الرعاية التي تثبت كونها مهمة شاقة لمقدمي الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم، ومن هنا تأتي أهمية مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية الذي نسعى من خلاله إلى تقديم حلول مبتكرة وجذرية في مجال الرعاية الصحية تسهم في تحقيق تغييرات إيجابية في القطاع الصحّي يستفيد منها العالم أجمع».
وسيجمع المؤتمر، الذي تترأسه الشيخة موزه بنت ناصر، أكثر من 500 مشارك رفيع المستوى من رواد الابتكار في الرعاية الصحية من مختلف أنحاء العالم، من بينهم رؤساء دول، ووزراء، ومسؤولون حكوميون، وأكاديميون، ومفكرون، وذلك بغية التباحث والنقاش حول كيفيّة إيجاد حلول عملية مبتكرة، ومستدامة لمجابهة تحديات الرعاية الصحية في العالم، كأمراض السمنة والصحة النفسية وإصابات حوادث السير والرعاية المسؤولة، ومقاومة مضادات الميكروبات، ورعاية المرضى في مرحلة الاحتضار، وإشراك وتمكين المرضى، والبيانات الضخمة والرعاية الصحية.
وستقدم منتديات المؤتمر التي سيترأسها مجموعة من الخبراء والمبتكرين في مجال الرعاية الصحية، لواضعي السياسات، حلولا عملية تعتمد على الابتكارات في مجالات عديدة، من شأنها أن تساهم في حلحلة تلك التحديات الصحية الملحة ورفع مستوى الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
من جانبه، تحدث البروفيسور اللورد دارزي، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، ورئيس مجلس إدارة معهد الابتكار في الصحة العالمية بجامعة إمبريال كولدج في لندن، قائلاً: «يلعب الابتكار دورا محوريا في مواجهة التحديات الصحية العالمية الراهنة، فإذا تعاونا جميعا لتسهيل مهمة الدول في الاهتمام بمواطنيها بطرق مبتكرة سيعود ذلك بالنفع على كل الأطراف، بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه، أو نمط الحياة التي نعيشها». ويضيف اللورد دارزي بالقول: «لا يقتصر ذلك على مؤسسات تقديم خدمات الرعاية المعتادة، لذلك فإن التغيير المنشود يمكن تحقيقه من خلال تكثيف الجهود بين القطاعات المختلفة».
واختتم البروفيسور دارزي قائلا: «سيعمل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية كمنصة تجمع بين صانعي السياسات العالمية، والأكاديميين، والعلماء، والباحثين، والمنظمات غير الحكومية، وقادة قطاع الأعمال، لتحفيز النقاش وتطبيق الأفكار العملية الأكثر ابتكارا، التي يمكن تنفيذها في جميع أنحاء العالم».
وتتماشى أهداف مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية مع رؤية وأهداف مؤسسة قطر، ورؤية قطر الوطنية 2030، وخصوصا في ما يتعلّق بتسليط الضوء على دور قطر المتنامي كمركز للابتكار الصحي في المنطقة. وتبذل المؤسسة الجهود لتعزيز هذه المهمة من خلال التعليم والبحث. حيث تقود المؤسسة البرامج الطبية التي تستهدف علاج الأمراض السائدة في قطر وجميع أنحاء المنطقة، وذلك بهدف تقاسم تلك الحلول عالميا.
كما يهدف مؤتمر «ويش» إلى تشجيع التعاون والابتكار في سياسات الرعاية الصحية والأنظمة الصحية حول العالم وأساليب وسبل تقديم الرعاية الصحية، في سبيل العمل على سد الفجوة بين ما تم التوصل إليه في مجال الرعاية الصحية والطب وما يتم تطبيقه على أرض الواقع.
وحول هذا الشأن، صرح المهندس سعد المهندي، رئيس مؤسسة قطر، قائلاً: «تلتزم مؤسسة قطر في دعم الدولة لتصبح مركزاً عالميا للتميز في الرعاية الصحية والابتكار الصحي، وذلك من خلال حزمة من المبادرات البحثية القيّمة التي تشمل البحوث الطبية الحيوية لصحة الأم والرعاية السريرية. وستسعى المؤسسة من خلال هذا المؤتمر إلى تقديم حلول ملموسة في دعم الرعاية الصحية وسياساتها وأبحاثها وطريقة تقديمها، والتي بمجملها تمثّل أموراً أساسية تساعد على تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في قطاع الرعاية الصحية العالمي».
وتسعى مؤسسة قطر أيضا إلى العمل مع الخبراء الملتزمين بتحديد أكثر الابتكارات الواعدة في مجال الرعاية الصحية وتطويرها إلى حلول عملية من أجل صنّاع السياسات. وبينما تشهد الدولة إصلاحات جوهرية في مجال الرعاية الصحية، أطلقت مؤسسة قطر حزمة من المبادرات البحثية القيّمة التي تشمل البحوث الطبية الحيوية لصحة الأم والرعاية السريرية.
يشار إلى أن الشيخة موزه بنت ناصر، أعلنت عن إطلاق الدوحة لهذه القمة خلال مشاركتها في افتتاح القمة العالمية لسياسات الرعاية الصحية 2012، والتي نظمتها مؤسسة قطر ومعهد الابتكار في مجال الصحة العالمية بجامعة إمبريال كولدج في لندن العام الماضي.