عندما توفر الاختراعات حلولًا غير مقصودة
من قبل محمود العشي، رئيس الابتكار، ويش
نظارات جوجل، كوكا كولا، ورق ملاحظات لاصقة Post-It notes، بخاخ دبليو فورتي WD-40 ، روجين (دواء لعلاج تساقط الشعر) ،7-اب .. منتجات متنوعة، إلا أن جميعها تشترك في شيء واحد. هل يمكنك تخمين ما هو؟
اليوم من الصعب تخيل منزل بدون علبة من بخاخ دبليو فوتي مخزنة في مكان ما في حالة وجود حاجة مفاجئة للتزييت. في الواقع، تشير إحدى الدراسات إلى أن 80٪ من الأسر الأمريكية تمتلك علبة (وفقًا لتقرير ادويك). لقد أصبح بخاخ دبليو فوتي المنتج المفضل لتخفيف من صرير المفاصل وفك البراغي الضيقة وحل العديد من مشكلات الصدأ على المعدن، ولكن بخاخ دبليو فوتي تم إنشاؤه في البداية في مصانع الدفاع لاستخدامها خلال حقبة الحرب الباردة، لإزالة الماء من المعادن لمنعها من الصدأ. أدى الاستخدام الأولي إلى الاسم الذي نعرفه جميعًا – بعد محاولات 39 للحصول على الصيغة الكيميائية الصحيحة للتخلص من الماء، وجد المخترعون الطريقة التي عملت على أفضل وجه في محاولة إزاحة المياه في المحاولة رقم 40 (وبالتالي بخاخ دبليو فوتي).
ابتكر كوكا كولا لأول مرة في القرن التاسع عشر لعلاج إدمان المورفين والقلق والصداع. حتى أن المخترع والصيدلاني جون بيمبرتون عانى من الإدمان المورفين، لذا أراد إنتاج مشروب يمكن أن يساعده والآخرون على الإفلات من تعاطيهم للمخدرات. وقد أدى ذلك إلى ولادة مشروب محلى يحتوي على الكوكا والكوكايين والسكر الذي يباع بخمسة سنتات لكل كوب. مع نمو العلامة التجارية كوكاكولا، تم إزالة المواد المخدرة تدريجياً بالكربونات والمحليات غير المخدرة لإعطاء العالم أكثر أنواع الصودا المعروفة لدينا اليوم.
تم إنشاء اختراع سائل آخر أنتج عام 1929 بواسطة تشارلز غريغ تحت اسمه المبدئي غير الدقيق لـ “بيب ليبل ليثياتيد حامض-الليمون والصودا”، وذلك لعلاج اضطراب المزاج ثنائي القطب (المعروف آنذاك بتأرجح المزاج). أثبتت الشراب شعبية في سوق أوسع، وفي عام 1936 ثم تم تغيير الاسم إلى 7 اب.
في وقت لاحق، في عام 1968، كان سبنسر سيلفر يعمل لصالح شركة 3ام في محاولة لإنشاء مادة لاصقة قوية خاصة للاستخدام في صناعة الطائرات. وخلال رحلته لاستكشاف مركبات مختلفة تساعد الطائرات على عدم الانهيار، قدم على إنتاج مادة ضعيفة للغاية بالكاد يمكن أن تلصق قطعتين من الورق معاً. من شيء لزج إلى شيء آخر لزجة عندما أخذ موظف آخر في شركة 3ام يدعى آرثر فراي المادة اللاصقة من سبنسر لإنشاء بما يعرف اليوم بورق ملاحظات لاصقة، التي وصلت إلى السوق في عام 1970.
فلماذا كل هذه الأمثلة؟
في الآونة الأخيرة، خلال زيارتي لمكاتب شركة جوجل العملاقة في وادي السيليكون كجزء من جولتي لبعض أشهر الشركات في العالم، مثل أبل وأي جاي بلس و إير بي اند بي، وبعد الترحيب، تلقيت عرضًا مرئي حول منتجات شركة جوجل المختلفة وفاجأتني رؤية نظارات جوجل من بين المنتجات التي تم عرضها حيث كنت أعتقد أن التقنية التي كانت وراء نظارات جوجل، والتي يتم ارتداؤها مثل نظارات العين التقليدية ولكن يسمح لك السطح زجاجي الصغير والمباشرةً والموجود في مجال رؤية المستخدم، بعرض معلومات على سطح الزجاجة قد أزيلت من السوق. لذا بعد العرض، سألت لماذا تم ذكر نظارات جوجل في العرض المرئي؟
وجاء الجواب مثل عاصفة مطر في وسط الصحراء.
كانت الإجابة التي تلقيتها كما يلي: قررت جوجل أن نظارات جوجل المتقدمة تقنيًا قد تم طرحها في وقت مبكر جدًا في السوق الاستهلاكية، لذا وكما هو الحال في كثير من الأحيان في مجال الابتكار، يتم تمحور وتطوير وتغيير وتبديل الابتكار قليلاً شيئاً فشيئا حتى يتم تحديد الاستخدام الأنسب من قبل المستهلك.
هذا هو الحال مع المنتجات المذكورة سابقًا، فقد يتم العثور على سوق آخر لنظارات جوجل وقد يكون زيادة التفاعل بين الطبيب مع المريض هي نقطة انطلاق مثالية لإعادة المنتج مرة أخرى إلى السوق. حيث أظهرت دراسة حديثة في الولايات المتحدة وسويسرا أن الأطباء يقضون 28 ٪ من وقتهم بالتعامل مع المريض بينما يقضوا بقية وقتهم بين النظر إلى الكمبيوتر للحصول على تفاصيل المرضى والنظر في السجلات الصحية. وتعتقد جوجل أنها يمكن أن تساعد المرضى والأطباء من خلال تزويدهم بنظارات جوجل، وهي تقنية داخل المنتج تساعد على السماح للأطباء قضاء المزيد من الوقت في الاطلاع والتفاعل مع مرضاهم أثناء تلقيهم سجلهم الصحي في وقت واحد.
وكما أوضح صانعو كوكاكولا وورق ملاحظات لاصقة ونظارات جوجل، فإن إعادة مواءمة الأفكار المبتكرة هي طريقة طبيعية وصحية للمساعدة في ضمان استمرارية المنتج مع الاستجابة في الوقت نفسه للمسائل الفعلية بدلاً من القضايا الملحوظة.
