دراسة جديدة لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية تسلط الضوء على ضرورة الحد من معدلات السمنة لدى الأطفال في المنطقة

عرض نتائج تقرير إحدى مبادرات مؤسسة قطر على الوفود المشاركة في مؤتمر المدن الصحية لإقليم شرق المتوسط 2023

الدوحة، 21 نوفمبر 2023: ركز تقرير جديد صادر عن مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، إحدى مبادرات مؤسسة قطر، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة في قطر، على تقديم جملة من التوصيات لصانعي السياسات في جميع القطاعات، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل السمنة لدى الأطفال بشكل ملموس في قطر.

وقد جرى تقديم التقرير إلى الوفود المشاركة في مؤتمر المدن الصحية لإقليم شرق المتوسط لعام 2023، الذي نظمته وزارة الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية في الدوحة، بمشاركة خبراء دوليين للمساعدة في تطوير الاستراتيجيات الصحية في المناطق الحضرية والمضي قدمًا نحو مدن ومجتمعات أكثر صحة ومعافاة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

كما سلطت المناقشات ذات الصلة الضوء على الإرث الذي تخلفه الفعاليات الرياضية الكبرى من حيث تأثيرها على الصحة والرفاه في المدن، علاوة على كيفية معالجة تداعيات تغير المناخ في البيئات الحضرية الجافة، وسبل تعزيز النشاط البدني في المدن في جميع أنحاء المنطقة.
وفي إطار إحدى جلسات هذا المؤتمر، ركزت مها العاكوم، مدير المحتوى والسياسة في (ويش)، على المخاطر الصحية بعيدة المدى المرتبطة بالسمنة في مرحلة الطفولة، وكذا على ضرورة معالجة السمنة بشكل عام في المناطق الحضرية.
وتعليقًا على السبب الكامن وراء قيام (ويش) بتسليط الضوء على موضوع السمنة في مرحلة الطفولة سواء خلال أعمال المؤتمر أو في التقرير، أكدت مها العاكوم أن “هناك أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من السمنة المفرطة، من بينهم 39 مليون طفل دون سن الخامسة، بالإضافة إلى 340 مليون مراهق”.

وأضافت أن “السمنة لدى الأطفال في قطر تؤثر على ما يعادل 27.7 في المائة من نسبة السكان. وبالنظر إلى طبيعتها متعددة العوامل، فمن الضروري أن تتخذ الحكومات مقاربة متعددة القطاعات لمعالجة هذه الظاهرة العالمية، ولهذا السبب يقترح التقرير نموذجًا يعالج السياسات على مستويات متعددة وعبر طيف واسع من القطاعات الحكومية.”

لا يهدف تقرير (ويش) ووزارة الصحة العامة فقط إلى لفت الانتباه إلى ظاهرة السمنة في مرحلة الطفولة فحسب، بل يروم أيضًا تقديم حلول مبتكرة، خاصةً من خلال اقتراح وسائل يمكن من خلالها تطوير السياسات الوطنية التي تشجع السلوكيات الصحية التي تؤدي إلى الحد من انتشار السمنة.

وقد جرت صياغة هذا التقرير بدعم وإسهام وزارة الصحة العامة في قطر وفق نهج شامل وتفكير تقدمي لبناء مجتمع أكثر صحة، مما يعني أن قطر وبحكم موقعها قادرة على مواجهة وتقليل معدلات السمنة بشكل ملحوظ في البلاد.
كما قالت العاكوم أن “بعض الأمثلة على السياسات التي سنوصي بها في تقريرنا عن السمنة في مرحلة الطفولة، بالتعاون مع مؤسسة قطر ووزارة الصحة العامة، تشمل التدخلات المستندة على الأدلة على المستوى الحكومي، مثل تقييد التسويق الموجه للأطفال المتعلق بالأطعمة والمشروبات الغنية بالدهون والسكر والملح، وفرض ضرائب على الأطعمة والمشروبات غير الصحية، وتوفير إمكانية أفضل للحصول على أطعمة صحية بأسعار معقولة”.
وأضافت أن التقرير “سيشمل أيضًا تقديم توصيات لتخصيص مساحات يمكن الوصول إليها في المدن والمناطق الحضرية تكون آمنة تمامًا للممارسة المشي وركوب الدراجات والترفيه، إلى جانب تقديم توصيات للمدارس من أجل مساعدة الأسر على تعليم وتلقين الأطفال عادات الأكل الصحية منذ سن مبكر.”

ومن المقرر أن يصدر التقرير الكامل في الربع الأول من عام 2024.